جلس هذا الطفل باكيا، وهو يعاني من حروق بليغة، بمحطة القطار على إثر قصف جوي شنته الطائرات اليابانية على المدينة.

حيث قامت 16 طائرة يابانية بقصف مناطق تواجد اللاجئين في شنغهاي .

ومع انتهاء العملية، نزل المصور الصحفي الصيني وانغ (H. S. Wong) من فوق سطح العمارة التي تواجد بها ليتوجه مسرعا نحو محطة القطار ، وفي طريقه نحو المحطة، لاحظ هذا المصور الصيني تواجد أعداد كبيرة من الجثث والأشلاء المتناثرة بالشوارع.

ومع بلوغه محطة القطار المدمرة، لاحظ وانغ رجلا يرفع رضيعا ليضعه على رصيف السكة الحديدية. وعلى حسب وانغ، كان الطفل يبكي ويصرخ بصوت عال تزامنا مع معاناته من حروق بليغة بمختلف أرجاء جسمه. وعلى الفور، باشر هذا المصور الصيني بالتقاط مجموعة من الصور، لآثار القصف، كانت من ضمنها صورة لهذا الطفل الرضيع الذي سرعان ما لقب برضيع شنغهاي الباكي.

وعلى حسب تصريحاته، حاول وانغ الاقتراب من الرضيع لمساعدته ليتفاجأ بعودة الرجل، الذي لم يكن سوى والد هذا الطفل الرضيع، عقب تأكده من وفاة زوجته تحت الأنقاض التي خلفها القصف.

بحلول شهر أكتوبر 1937، شاهد نحو 132 مليون شخص حول العالم صورة رضيع شانغهاي الباكي التي نشرت أيضا بغلاف مجلة لايف (Life). ومع تحقيقها لهذا الرواج الهائل على الصعيد العالمي، استخدمت هذه الصورة لحشد الدعم بالولايات المتحدة الأميركية ضد السياسة اليابانية بشرق آسيا.

ودعا عدد من النواب الأميركيين حكومتهم للتحرك لإنهاء سياسة العزلة العالمية واتخاذ إجراءات رادعة ضد اليابان.

من جهتها، وصفت السلطات اليابانية صورة رضيع شانغهاي الباكي بالمفبركة ورصدت مكافأة بقيمة 50 ألف دولار لمن يقتل المصور الصيني وانغ أو يدل على مكانه.

اضف تعليق