التقط المصور كيفن كارتر الصورة الشهيرة في جنوب السودان أثناء تغطيته للمجاعة التي أُصيبت بها البلاد، صور لطفل يحاول الوصول الى احد مراكز الاغاثة.

وعندما ظهرت الصورة لأول مرة في صحيفة New York Times، أشعلت عاصفة نارية تضمنت إدانات من جانب، وتهنئة من جانب آخر لكارتر على صورته التي وفرت الكثير من الجهد لوصف المشهد الحقيقي على الأرض.

وبينما هذا الطفل السوداني في طريقه إلى أحد مراكز التغذية التابعة للأمم المتحدة، توقف هذا الصبي الصغير للراحة والتقاط أنفاسه، منهكاً من الجوع الذي تركه بمعدة خاوية وجسد هزيل.

الطفل الهزيل كان ضعيفاً ومستلقياً على الأرض بشكل جذب انتباه

واعترف كارتر أنه واصل مراقبة المشهد لحوالي عشرين دقيقة كاملة، آملاً أن يقترب النسر من الصبي أكثر وأن يفرد جناحيه، ما قد يمكنه من الحصول على صورة أكثر دراماتيكية

ولكن بعد أن رفض النسر التحرُّك أو الاقتراب أكثر، طارد كارتر الطائر أخيراً وأبعده عن الطفل.

لا أحد يعرف ما إذا كان الصغير قد وصل إلى مركز التغذية أم لا، حتى وإن كان قد نجا من موت وشيك على يد النسر القريب؛ ومع ذلك، كشفت وسائل الإعلام لاحقاً أنه توفي بعد سنوات طويلة من هذا المشهد نتيجة المرض.

وكشف موقع Ranker الأمريكي، أن الطفل مات شاباً إثر إصابته بحمى الملاريا بعد أربعة عشر عاماً من التقاط الصورة.

وبعد أن باع كارتر الصورة لصحيفة New York Times، حيث انتقد القراء الصورة عند النشر بسبب محتواها القوي والصادم آنذاك. هاجم الناس الصحيفة، وطالبوها بتوضيح ما إذا كان الطفل قد نجا من الطائر أم لا.

ودفع هذا المحرر إلى إدخال ملاحظة في نسختهم التالية عند النشر، تفيد بأن الطفل نجا من النسر، وأنهم لا يعلمون المزيد عما جرى له بعد ذلك. وهو الأمر الذي أثار الانتقادات الواسعة ضد كارتر، مستنكرين كيف تسنى له ترك الطفل دون مساعدة ورعاية بعد ذلك، بحسب Times.

وعندما نُشرت هذه الصورة التي آذار عام 1993، كان رد فعل القُرَّاء حاداً للغاية، ولم يكن كله إيجابياً.

إذ اعتبر بعض الناس أن سلوك كيفن كارتر، المصور الصحفي الذي التقط هذه الصورة، كان غير إنساني، وأنه كان ينبغي عليه التخلي عن كاميرته فوراً للركض لمساعدة الطفل الصغير.

وقد ارتفعت وتيرة هذا السجال بصورة خاصة عندما فاز المصور، بعد بضعة أشهر، بجائزة بوليتزر المرموقة للتصوير، نظير تلك اللقطة المميزة.

إلا أنه بحلول منتصف عام 1994 التالي، كان كارتر قد فارق الحياة بعد شعور طويل ومرير بالذنب والمسؤولية والاكتئاب.

ونشأ كارتر في جنوب إفريقيا خلال فترة الفصل العنصري. ثم أصبح مصوراً صحفياً؛ لأنه شعر أنه بحاجة إلى توثيق المعاملة المؤسفة ليس فقط للسود من قبل البيض، ولكن أيضاً بين المجموعات العرقية السوداء وبعضها في تلك البقعة من العالم.

من خلال الانضمام إلى مجموعة من المصورين الصحفيين الآخرين، كان كارتر يتدخل مباشرة في الحدث للحصول على أفضل لقطة..

وبقيت هذه الصورة تلاحق كيفن كارتر واصيب بالكآبة ، وبقي سنوات قبل ان ينتحر مخلفاً وراءه شهرة زائفة خالية من الانسانية.

اضف تعليق