شاركت مؤسسة دار التراث في النجف الأشرف بمؤتمر نهج البلاغة الثاني الذي تقيمه كلية التربية الاساسية بجامعة الكوفة برعاية العتبتين الحسينية والعباسية المقدستين وأمانة مسجد الكوفة المعظم من خلال عرضها مجموعة من اصداراتها المتعلقة بنهج البلاغة ضمن سلسلة محاكاة التراث والتي تصدرها المؤسسة والتي لاقت استحسان كبير واهتمام من المؤتمرين، فضلاً عن إهداء دار التراث للمؤتمرين واللجان العلمية والتحضيرية والإعلامية فيه 100 نسخة من كتاب "قلائد الحكم وفرائد الكلم" بعد تحقيق مخطوطته المعمّرة ٨٠٢ عام والتي تعد من النسخ الخطية العتيقة الخزائنية النادرة.

وقالت رئيسة المؤتمر الدكتورة ابتسام المدني "كان لمؤسسة دار التراث وقفة مميزة في مؤتمر نهج البلاغة الثاني اذ رفدته باحتياجه الحقيقي الذي يمكن أن يفتح آفاق مستقبلية في دراسة هذا النهج وقد اهدتنا مجموعة من الكتب القديمة التي قد لا تكون موجودة في كتاب النهج المتداول بين أيدينا وهذه الكتب ستقدم إلى هذا المؤتمر وستكون محور خاص في مؤتمر نهج البلاغة الثالث".

وعن محاور المؤتمر أضافت الدكتورة  المدني "تم مناقشة القضايا التي لم تبحث في المؤتمر بنسخته الثانية من خلال اختيار مجموعة من المحاور التي لها علاقة وثيقة بالواقع الاجتماعي الذي نعيش فيه الآن ومحاولة الباحثين المشاركين أن يستنزلوا ما في هذا الكتاب من قضايا نظرية"، مبينةً أن "المؤتمر تواصل على مدى يومين شارك فيه أكثر من 70 باحث من مختلف الجامعات العراقية".

مسؤول العلاقات العامة والإعلام في المؤسسة أ. حسن الأعسم كانت له كلمة في فعاليات حفل ختام المؤتمر بارك فيها للباحثين نجاح المؤتمر بقوله "باسمي وباسم مؤسسة دار التراث في مدينة النجف الأشرف التي تعنى بشؤون حفظ التراث الإسلامي وتوثيقه ونشره، نبارك لمؤتمر نهج البلاغة الثاني والباحثين واللجان القائمة عليه هذا النجاح، وهذا إن دل على شيء إنما يدل على بداية وعيٍ جامعي عربي جديد بأهمية هذا السفر العظيم (نهج البلاغة)".

مشيراً إلى أنه "بهذه المناسبة التي تزامنت مع الولادة المباركة للإمام علي عليه السلام وبمناسبة يوم المخطوط العربي ارتأت مؤسستنا أن تهدي واحد من أهم اصداراتها حول سيد البلغاء (عليه السلام)  إلى جميع الباحثين المساهمين بإنجاح المؤتمر واللجان القائمة عليه وهو كتاب (قلائد الحِكَم وفرائد الكلم) من كلمات وحكم سيد البلغاء والمتكلمين".

كما بيّن الأعسم خلال كلمته أبرز السمات والأبعاد التراثية التي تضمنها الإصدار ومراحل تحقيق مخطوطته العتيقة الفريدة والمصادر التي تم اعتمادها من قبل الكوادر العاملة في المؤسسة والجهود المميزة لرئيس المؤسسة في تحصيل نسخته الخزائنية النادرة.

هذا وأقامت اللجنة التحضيرية للمؤتمر معرضاً لأهم الإصدارات الخاصة بنهج البلاغة احتضنتها أروقة مكتبة مسجد الكوفة المعظم والتي تصدرتها مؤسسة دار التراث من خلال عرضها لإصدارات سلسلة محاكاة التراث .

اللجان التحضيرية وجمع من الباحثين أشادوا بمشاركة مؤسسة دار التراث خلال المؤتمر ، فقد أبدى الدكتور عادل عباس النصراوي عضو اللجنة التحضيرية شكره لمشاركة المؤسسة في معرض الكتب المختصة بنهج البلاغة بقوله "نشكر مؤسسة دار التراث على الجهود التي بذلتها خلال مؤتمر نهج البلاغة الثاني من خلال إهدائها مجموعة من الكتب القيمة فضلاً عن مشاركتها في المعرض الخاص بالكتب المختصة بالنهج الشريف"، مشيراً إلى أن "تلك الإصدارات نالت اهتمام كبير من قبل الباحثين جميعاً ولفتت انتباههم أكثر من أي جناح في المعرض وذلك لنفاسة تلك الإصدارات ولأنها تمثل حقبة زمنية موغلة بالقِدَم".

فيما بيّن البروفسور الدكتور محمد حبيب البدراني من جامعة الموصل أن "مؤسسة دار التراث هي إحدى المؤسسات التراثية والفكرية التي تعنى بإحياء التراث وتوثيقه ونشره وقد كانت من ضمن الجهات الساندة التي ساهمت في إنجاح المؤتمر وذلك لدورها الثقافي الرائد في اتجاهات فكرية وثقافية عديدة".

الدكتور حيدر أحمد الزبيدي أستاذ النقد والبلاغة في جامعة ديالى وصف المؤسسة بأنها "من المؤسسات الرائدة وإصداراتها شاخصة لا تحتاج إلى تزكية ولا شهادة ولا إلى مدح، ومتميزة بحضورها في جميع الميادين بدون استثناء ومساهمتها في هذا المؤتمر خير دليل على حضورها الفاعل".

اضف تعليق