أعرب معهد كارنيغي، في تقريره الأسبوع، اليوم الاثنين، الذي اطلعت عليه وكالة النبأ/ (الاخبار)، عن قلقه من تزايد حالة الاحباط بين "المواطنين العرب" وضيق ذرعهم لتعثر المسارات الديموقراطية، لا سيما في مصر والاردن والمغرب، "مما يغذي حالة العزلة السياسية، وخطورة ما ينطوي عليها من لجوء القوى المهمشة للخيارات العسكرية، يقابلها قرار السلطات السياسية باعتماد القمع عبر قواتها العسكرية عوضا عن اشراك الآخرين".

وحذر من ان ما يتطلب فعله "في اللحظة الراهنةـ وضع حد للأعمال العدائية في كل من سورية والعراق واليمن، بضمانة اجماع دولي".

وحث المعهد الحكومات المعنية تطبيق "انخراط شامل للقوى في المسارات السياسية، ووضع حد للعنف الذي تمارسه اجهزة الدولة، والالتفات الى ضرورة معالجة الفوارق الاجتماعية والاقتصادية".

وحث مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية دول المنطقة على ضرورة الابداع في الشؤون العسكرية لاحتواء "التطرف الديني وممارساته العنيفة، والتحديات الناشئة عن حتمية مواجهته وما تفرضه علينا من مراجعة شبه شاملة لمستويات التعاون في شؤون الأمن القومي، والاساليب المتبعة لمواجهة التهديدات، وكذلك الاليات المعتمدة في التدريب والتعليم." واوضح ان "تنامي الترابط بين التحديات الاجتماعية والصراعات الاهلية تحتم علينا اعادة التفكير بالدور الذي ينبغي ان تضطلع به قوات حماية الأمن القومي والحاجة لتضافر العمليات العسكرية والمدنية، والذهاب بها الى مديات ابعد مما أطلقنا عليه يوما ما مصطلح الثورة في الشؤون العسكرية".

واستعرض معهد كارنيغي، في تقريره، ما يعتقده من استراتيجية الدولة الاسلامية مؤكدا ان "بروز الدولة على المسرح يؤشر على بدء عصر جهادي جديد، يستند الى تفسير متطرف للشريعة ويعزز موقعها الى ما هو ابعد من ثمة منظمة ارهابية بصرف النظر عن جذورها كفرع لتنظيم القاعدة في العراق." واوضح ان عناصر "الاستراتيجية، تستند الى جملة عناصر: الرؤيا الواقعية فيما يخص النظام السوري، السيطرة على وتطوير المناطق التابعة لها للتحكم بالمواطنين واستقطاب المقاتلين الأجانب، استغلال العقيدة الفكرية ووسائل الاعلام كأدوات للتحكم بالمواطنين وتجنيد المقاتلين وجمع التبرعات، واعتماد استراتيجية عسكرية مركزية".

وأضاف التقرير: "ترابط ظاهرة التيارات الجهادية في كل من تونس وليبيا كان محور اهتمام مركز واشنطن لدراسات الشرق الادنى، مشيرا الى الصعوبات التي تواجهها الحكومة التونسية لضبط حدودها المشتركة مع ليبيا "خلال السنوات الاربع الماضية، مما يرجح احتمال مشاهدتنا هجمات جديدة للدولة الاسلامية مصدرها ليبيا او مرتبطة بها".

وحذر من ان من نشهده في المرحلة الراهنة "له جذور ضاربة عميقا في التاريخ تعود لعدة عقود من الزمن وتمثل معضلة يتم تجاهلها في اغلب الاحيان، او الاستخفاف بها، او القاء اللوم على أطراف اخرى من قبل المسؤولين في تونس قبل وبعد ثورة عام 2011".

اضف تعليق