اطلقت المؤسسة الاوربية لتعارف الاديان بالتعاون مع موسسة مسارات والعديد من المؤسسات الاوربية والجامعات ومراكز التفكير في مدريد وباريس فعاليات اسبوع ثقافي اوربي تضمن تنظيم ملتقيات دولية عن العلاقات العراقية الاسبانية والعلاقات العراقية الفرنسية وتنظيم ندوات مراجعة مائة عام من تاريخ العراق المعاصر بمناسبة الذكرى المئوية لتأسيس دولة العراق، وشهدت الملتقيات مخرجات متنوعة على صعيد تطوير علاقات العراق في المحيط الاوربي والدولي.

وفي بيان لمؤسسة مسارات، تلقته وكالة النبأ، نوه علاء البهادلي رئيس المؤسسة الاوربية لتعارف الاديان عن فرادة هذه التجربة واهميتها بالقول، "انها المرة الاولى التي تقوم بها منظمات مدنية عراقية بتنظيم منتديات دولية تهدف الى تعزيز مكانة العراق الدولية من جولة مكوكية من مدريد الى باريس. وفرت منصة للقاء نخب عراقية وفرنسية واسبانية لتطوير رؤية عن مستقبل العلاقات بين العراق من جهة وبين اسبانيا وفرنسا من جهة اخرى."

من جهته اشار سعد سلوم المنسق العام لمؤسسة مسارات، وفقا للبيان، الى نمط الدبلوماسية التي تؤسسه هذه الملتقيات، حيث أكد بأن" الملتقيان الدوليان في اسبانيا وفرنسا يعدان تطبيقا عمليا يؤسس للمرة الاولى لدبلوماسية متعددة المسارات مكملة للمسار الدبلوماسي الرسمي مثل المسار الإعلامي في تغيير الصورة النمطية عن العراق كمكان للعنف فحسب، ومسار رجال الاعمال من حيث جذب الاستثمارات الاجنبية لاعادة اعمار البلاد والدبلوماسية الدينية من حيث تعزبز العلاقة بين رجال الدين المسلمين والمسيحيين ومن بقية المكونات الدينية للبحث عن مشتركات قيمية في مواجهة العنف، ومسار البحث والدراسات من ناحية بناء علاقات شراكة مع الجامعات ومراكز التفكير الاوربية".

على صعيد ذي صلة شرحت اسراء فؤاد شاكر رئيسة قسم التنوع الثقافي في وزارة الثقافة العراقية اهمية الملتقيات في الحفاظ على التراث الثقافي والحضاري والديني للبلاد بعد الدمار الذي حل به على يد تنظيم داعش الارهابي حيث ترى انه وفر فرصة عظيمة للبحث في سبل تأهيل التراث الديني والحضاري في المناطق المدمرة في نينوى ومناطق اخرى من البلد، فضلا عن ان الملتقيات كانت منصة لتطوير التعاون في المجالات الثقافية والفنية، لا سيما وان قسم التنوع في وزارة الثقافة قسم جديد وناشىء وهو بحاجة لجميع سبل الدعم والتعاون من اجل تعزيز التراث الثقافي العراقي.

هذه الملتقيات المتتالية تجيء في وقت يستعيد فيه العراق مكانته الدولية ويبحث في سبل الخروج من العزلة بعد عقود من الحروب والحصار الاقتصادي والغزو والاحتلال الاميركي واخيرا غزو داعش الارهابي، ومن هنا اهميته في نظر خالد عبد الاله عميد كلية العلوم السياسية في الجامعة المستنصرية والذي اكد ان مشاركته كاكاديمي في الملتقيات جعلت النقاشات حول مستقبل علاقات العراق الدولية تستضيء برؤى الاكاديميين والخبراء على نحو يوفر لصناع القرار في كل من العراق وفرنسا واسبانيا تحليلا راهنا ومعمقا للاحداث في سبيل بناء علاقات تعاون تقوم على المساواة وتحقيق المصالح المشتركة.

ومن الجدير بالذكر ان ملتقى باريس الدولي وملتقى مدريد الدولي يعدان جزء من فعاليات الاسبوع الثقافي في اوروبا، والذي اطلقته الموسسة الاوربية لتعارف الاديان بالتعاون مع موسسة مسارات في بغداد وتضمن التعاون والشراكة مع العديد من المؤسسات الاوربية والجامعات ومراكز التفكير بين مدريد وباريس من ابرزها: معهد مونيتي في باريس والمركز الفرنسي لابحاث العراق وبالتنسيق مع السفارة العراقية في مدريد وباريس، وبحضور دبلوماسي فرنسي واسباني وعراقي رفيع ومشاركة نخب اكاديمية وثقافية ومن رجال الدين ومؤسسات ومراكز الابحاث المختلفة.

اضف تعليق