يتضمّن مفهوم النموّ بشكلٍ عام وزن الجسم وطوله إضافةً إلى تطوّر ونمو الأعضاء الداخلية، ويجدر القول إنّ ذروة نمو دماغ الطفل تكون خلال السنوات الخمس الأولى من حياته، حيث يصل خلال تلك الفترة إلى ما يقارب 90% من حجمه النهائي الذي يصل إليه وقت البلوغ.

ومن الملاحَظ أنّ الأجزاء المختلفة من الجسم تنمو بمعدلات مختلفة، فعلى سبيل المثال يصل حجم الرأس إلى حجمه النهائي تقريباً ببلوغ السنة الأولى من العمر، في حين أنّ اكتمال نمو الجسم كاملاً يتحقق ببلوغ الشخص الفترة العمرية التي تتراوح ما بين 16 و18 عاماً، حيث تندمج نهايات العظام مع بعضها البعض.

مشاكل النمو:

يمكن تعريف مشاكل النمو بأنّها خلل في سرعة نمو الطفل سواء كانت أسرع أو أبطأ من النمو الطبيعي، وهناك أسباب متعددة لحدوث هذه المشاكل، يكن تقسيمها في مجموعات كما يأتي:

قصر القامة العائلي: (Familial short stature)، يُمثّل قصر القامة العائلي بقصر القامة لدى جميع أفراد العائلة نتيجة وراثة جينات القُصر.

تأخر النمو البنيوي مع تأخر المراهقة أو تأخر النضج: يسبّب هذا النوع من اضطرابات النمو بقصُر قامة الطفل، وبلوغه في وقت متأخر عن العمر المتوسط​.

أمراض الغدد الصماء: مثل الإصابة بقصور الغدة الدرقية (Hypothyroidism)، ويجدر بيان أنّ الغدة الدرقية مسؤولة عن إفراز أحد الهرمونات الضرورية لنمو العظام الطبيعي، ومتلازمة كوشينغ ( Cushing's syndrome) التي تنتج بسبب فرط إفراز الكورتيكوستيرويدات من الغدة الكظرية، ونقص إفراز هرمون النمو من الغدة النخامية.

المشاكل الخَلقية: وهي المشاكل التي يولد بها الأطفال وتؤثر في نموّهم، ومنها ما يأتي:

مشكلة تقييد النمو داخل الرحم: ( Intrauterine growth restriction)، حيث يكون نمو الجنين داخل الرحم بطيئاً، مما يؤدّي إلى ولادة طفل أقل وزناً وطولاً من الطبيعي، وقد تنتج هذه المشكلة بسبب العديد من العوامل مثل التدخين أثناء الحمل.

وجود خلل في عدد الكروموسومات التي يولد بها الطفل: فقد تكون أكثر أو أقل من العدد الطبيعي للكروموسومات، ومن المشاكل المتعلقة بالكروموسومات متلازمة تيرنر ( Turner syndrome)، وهي اضطراب وراثي نادر يؤثر في أنثى واحدة من بين 2500 أنثى مولودة، ويحدث بسبب وجود كروموسوم X مفقود في كل خلية من خلايا الجسم، وتسبّب هذه المتلازمة قصر الإناث وفشلهن في النمو خلال فترة البلوغ.

مشاكل القلب أو الكلى الخَلقية.

أمراض العظام المختلفة التي تؤثر في الطول والنمو: تُعد معظم هذه الأمراض ذات علاقة بالجينات، ومن الأمثلة عليها مرض عجز النمو الغضروفي أو نقص تعظم الكراديس (Achondroplasia) وهو نوع من التقزّم الذي يسبب قصر طول الذراعين والرجلين إضافة إلى كبر حجم الرأس رغم أنّ حجم الجذع يكون طبيعياً.

طول القامة: يمكن أن يؤثّر طول القامة في الفتيات اللواتي يولدن لأم وأب طويلَي القامة، كما يمكن أن ينتج طول القامة عن اضطراب النمو الذي يطلَق عليه البلوغ المبكّر (Precocious puberty).

علاج مشاكل النمو:

يتم علاج مشاكل النمو تبعاً لسبب المشكلة، ولكن تجدر الإشارة إلى أنّه لا يوجد علاج لمشاكل النمو الناتجة عن قصر القامة العائلي، كما أنّ تناول الفيتامينات أو اتباع أنظمة غذائية أو حميات معينة لا يساعد على حلها، وفيما يأتي بعض الأمثلة على العلاجات المستخدمة:

هرمون التستوستيرون: ( Testosterone)، يتمّ إعطاء هرمون التستوستيرون لعلاج الذكور الذين يعانون من تأخر النمو البنيوي، وذلك لزيادة النمو والتطور بشكلٍ مؤقت حتى يبدأ جسم الرجل في إنتاج هرمونات البلوغ.

هرمونات النمو: يتم إعطاء هرمون النمو للأطفال الذين يعانون من نقص إنتاج هذا الهرمون على شكل حقنة يومية لعدة سنوات لحين اكتمال النمو، ويحتاج العلاج إلى عدة أسابيع أو أشهر لملاحظة تأثيرات الهرمون في النمو، مع العلم أنّ معظم التأثيرات تظهر خلال السنة الأولى من العلاج، ويساعد الهرمون على زيادة النمو بمعدل 7.6 إلى 10.2 سم في السنة.

هرمون الإستروجين: يتم إعطاء الإناث المصابات بمتلازمة تيرنر هرمون الإستروجين بالإضافة إلى هرمونات النمو.

هرمون الثيروكسين: وهو أحد هرمونات الغدة الدرقية، حيث يُستخدم لعلاج المصابين بقصور الغدة الدرقية، والذي يمكن أن يساعد على استعادة معدل النمو الطبيعي لديهم.

اضف تعليق