ظهر المذيعون الرجال في قنوات تلفزيونية افغانية، وهم يرتدون أقنعة الوجه، للتعبير عن تضامنهم مع زملائهن من النساء، احتجاجا على قرار حركة طالبان التي تسيطر على أفغانستان، المذيعات بالقنوات التلفزيونية على تغطية وجوههن.

وفي احتجاج أطلق على مواقع التواصل الاجتماعي، تحت هاشتاغ "الحرية لوجهها"، ارتدى المذيعون الرجال في قناة "تولو نيوز" أقنعة مشابهة للأقنعة التي أجبرت زميلاتهن المذيعات على ارتدائها بعد حملة قمع من قبل طالبان.

منذ وصولها إلى السلطة في أغسطس 2021، قلّصت طالبان تدريجياً حريات المرأة وفرضت أشكالًا من التمييز بين الجنسين، وفق تفسيرها الصارم للشريعة.

ومطلع الشهر الحاليّ، أمرت الحركة النساء بتغطية وجوههن في الأماكن العامة، وفضلت أن يرتدين البرقع.

ويواجه الأقارب من الذكور غرامات أو السجن إذا لم تلتزم النساء بذلك.

وكانت الحركة فرضت على النساء أولا وضع الحجاب فقط، مما يعني ترك الوجه ظاهرًا.

وطلبت وزارة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من المذيعات الالتزام بقرارها الأخير ابتداء من السبت.

لكن، وخلافاً لذلك، ظهرت المذيعات في قنوات تلفزيونية بوجوه مكشوفة خلال البثّ المباشر السبت، في تحد لقرار طالبان.

والأحد، اضطررن لتغيير موقفهن ووضعن النقاب كاشفات فقط عن عيونهن وجبينهن في قنوات "تولو نيوز" و"شامشاد تي في" و"وان تي في" و"أريانا"، بعد أوامر صارمة، وتأكيد وزارة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في حكومة طالبان أن "الأمر نهائي ولا مجال للنقاش بشأنه".

وقدم المذيع صبغات سبهر، نشرة الأخبار، وهو يرتدي قناعا يشبه كمامة الوجه، بعد وقت قصير من إجبار زميلاته من المذيعات على ذلك.

وقالت ليما سبيسالي (27 عاما)، وهي مذيعة في قناة "تي في 1" لصحيفة "الغارديان" إنها تلقت القرار لدى وصولها إلى العمل صباح الأحد، "جاء اثنان من أعضاء طالبان إلى مكتبنا، وقالا إن القرار بشأن الأقنعة الإجبارية لمرسومات المراسي يجب أن ينفذ".

وأضافت: "كان لدينا اجتماع في المكتب واضطررنا إلى قبول أوامر طالبان، لكننا قررنا أن يرتدي الزملاء الذكور أقنعة للوقوف إلى جانبنا".

خلال تسعة أشهر من حكم طالبان، اضطرت مقدمة البرامج سبيسالي أيضا إلى تبديل ملابسها الملونة المفضلة بفساتين طويلة، وعبرت عن صدمتها بعد القرار الأخير: "لا أستطيع أن أتنفس والحصول على الأكسجين، نحن بحاجة إلى نطق الكلمات بدقة. أمر صعب علينا أن نقرأ الأخبار ونحن نرتدي قناعا على وجوهنا".

وقال مذيع يبلغ من العمر 29 عامًا في قناة تلفزيونية خاصة، طلب عدم ذكر اسمه بسبب مخاوف أمنية، للصحيفة إنه وزملاءه الذكور، قرروا ارتداء أقنعة خلال اليومين الماضيين.

وأضاف "عندما وصل أمر طالبان إلى مكتبنا ، كان من الواضح أن الزميلات يشعرن بالإحباط"، مشيرا إلى أن "الأداء أثناء ارتداء القناع أمر مزعج للغاية. عندما أرتدي قناعا، أشعر أن شخصا ما أمسكني من حنجرتي ولا أستطيع التحدث."

وأكد أنه وزملاءه سيواصلون الاحتجاج حتى تعيد طالبان النظر في قرارها.

وقال المتحدّث باسم وزارة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، محمد صادق عكيف مهاجر، إن السلطات لا تنوي إجبار المذيعات على ترك وظائفهن.

وأكد لوكالة فرانس برس "نحن سعداء لأن القنوات مارست مسؤوليتها بشكل صحيح".

ويواجه الرجال العاملون في الوظائف العامّة خطر الطرد إن تخلّفت زوجاتهم أو بناتهم عن الالتزام بالقرارات.

ومنذ عودتها إلى السلطة في أغسطس 2021، تعهّدت طالبان في البداية أن تكون أكثر مرونة من نظامها السابق بين عامي 1996 و2001 عندما حرمت النساء من كل الحقوق تقريبا.

لكنّها سرعان ما تراجعت عن التزاماتها، واستبعدت النساء إلى حد كبير من الوظائف العامة، وحرمتهن من الالتحاق بالمدارس الثانوية وقيّدت حقهن في السفر

وكانت الحركة فرضت على النساء حتى الآن وضع الحجاب. لكنها كانت توصي بشدة بارتداء البرقع الذي سبق أن فرضته خلال فترة حكمها الأولى بين 1996 و2001.

منذ الإطاحة بنظام طالبان في عام 2001، استمرت العديد من النساء في المناطق الأكثر عزلة ومحافظة في البلاد في ارتداء البرقع. لكن الغالبية العظمى من الأفغانيات كن محجّبات بوشاح فضفاض.

وتوقّفت القنوات التلفزيونيّة عن بثّ المسلسلات التي تشارك النساء بالتمثيل فيها التزاماً بقرارات طالبان.

اضف تعليق