اعتاد أهالي بابل التنزه في حدائق المدينة الاثرية خاصة في الأعياد والمناسبات، لكن ظروف جائحة كورونا خلال العامين الماضيين جعلت الحدائق تفقد زوارها، قبل أن تزدهر مجددا هذا العام بالتزامن مع انحسار وباء كوفيد-19.

يقول الإعلامي أحمد الركابي إن حدائق بابل لها أهمية تاريخية كبيرة لسكان المحافظة، باعتبارها من عجائب الدنيا، بينما يعتبرها البعض مجرد خرافة.

ويؤكد ن جائحة كورونا أثرت على عدد زوار الحدائق في بابل بسبب القيود الصحية، وكذلك تردي الحالة الاقتصادية بتأثير الجائحة وغيرها.

ويشير الركابي إلى أن الكثير من العائلات العراقية تفضل زيارة هذه الحدائق في الأعياد، لكن أجواء العيد أصبحت مختلفة تماما عن السنوات السابقة بسبب الأوضاع الصحية والاقتصادية.

ويوضح أن الحديقة تعيش وضعا مزريا بسبب الإهمال وباتت لا تصلح للتنزه، لكن العائلات تزور هذا المكان لغرض التسلية نوعا ما والخروج من الضغوط اليومية، مشددا على ضرورة الاهتمام الحكومي بهذه الحدائق لتناسب اسمها التاريخي العريق.

ويبيّن الركابي أن الحدائق تشهد فعاليات بسيطة في أيام العيد، مثل الرقص أو الغناء أو إلقاء الشعر أو تزيين الأطفال والرسومات للأطفال بالساحات الخضراء.

كما تسهم هذه الحدائق في انتعاش مبيعات الباعة المتجولين المنتشرين في جوانبها، وتنتشر قربها أسواق بيع الخضروات والملابس والمواد المنزلية والغذائية، وترى بشكل واضح جدا انتعاش المبيعات خصوصا بهذه الفترة رغم قلة حركة الناس بشكل عام.

من جهته يبين رئيس منقبي آثار بابل محمد طاهر الخفاجي أن رحيل أزمة كورونا عالميا أسهم في عودة النشاط السياحي في العراق، وخاصة في مدينة بابل الأثرية التي وصفها الرحالة اليوناني الشهير "هيرودوت" الملقب بأبي التاريخ بأنها "المدينة التي فاقت كل مدن العالم القديم بعظمتها".

ويؤكد أنه مع انحسار الجائحة قررت الحكومة العراقية فتح المتحف العراقي والمعالم السياحية أمام السائحين من العراق وجنسيات مختلفة، كما شجعت وزارة الثقافة والسياحة والآثار على السياحة وتقديم الخدمات للسياح في بابل وعموم العراق.

ويرى الخفاجي أن أهمية الحدائق تتمثل بكونها صرحا معماريا فريدا من نوعه، رغم اندثار معظم آثارها من سالف الزمان نتيجة الحروب وهجرة البابليين للمدينة، ونهب الآجر (مادة تستخدم في البناء) وعوامل التعرية وغير ذلك.

ويضيف أن الأهمية الأخرى لحدائق بابل هو تأثيرها في نفوس العراقيين والسياح الأجانب لزيارة المدينة والتعرف عليها، كونها كانت من عجائب الدنيا في بابل، إضافة إلى أسوار المدينة المنيعة.

ويفيد الخفاجي بأن مدينة بابل الأثرية بكل مواقعها، بما فيها الحدائق المعلقة والممرات المؤدية إليها في القصر الجنوبي يشكلان معا جانبا من المتعة والفضول لزيارة المكان والتعرف على أطلاله.

المصدر: الجزيرة نت

اضف تعليق