تسعُ سنوات مرّت على تأسيس ملتقى النبأ للحوار في 24 نيسان 2014 وهو لا يزال في قمة عطائه الفكري السياسي والثقافي والاعلامي والحقوقي والاجتماعي، وها أننا نعيش اليوم ذكرى تأسيسه التاسعة، لنلمس نشاطه الحيوي الفاعل من خلال مؤشرات فعلية عديدة، فقد بلغ عدد أعضاء ملتقى النبأ للحوار أكثر من 255 شخصية متميزة وفاعلة، وقد انضمّ إلى هذا الملتقى على مستوى عالٍ من الفكر والمسؤوليات، وأوّل وأهم هذه المؤشرات، الأعضاء الفاعلين في المشهد السياسي والثقافي والاعلامي والديني والأكاديمي والاقتصادي الذين بادروا للانتماء لهذا الملتقى وهم في حالة تزايد مستمر، بينهم وزراء، وأعضاء في مجلس النواب، ورؤساء لمؤسسات حكومية ومدنية وفاعلة في الدولة، مع وجود نخبة من الأكاديميين الفاعلين، مُضافا إليهم عدد من المفكرين والكتاب البارزين، مما أعطى خصوصية لهذا الملتقى ورصانة عالية، أدت إلى تلاقح الأفكار والرؤى والابتكارات التي تمخض معظمها عن مقترحات وتوصيات مركّزة و واضحة، أسهمت بشكل أو آخر في مساعدة صنّاع القرار.

وقد أثمرت هذه الجهود التشاركية الجمعية عن عقد العشرات من الحوارات والمؤتمرات والندوات النوعية والكتابات، في السياسة والاقتصاد والفكر والتعليم والصحة والأمن، وفي كل المجالات الحيوية التي تهم حياة العراقيين، حيث أسهمت النتاجات وخرجت بمجموعة متميزة من البحوث والأوراق الرصينة، تم توزيعها بشكل واسع ووصلت إلى من يهمه الأمر، وإلى القراء، لغرض الاطلاع على الأفكار الحيوية التي أفرزتها العقول والشخصيات المهمة المشاركة في هذا الملتقى.

وعلى نفس الشاكلة كان لملتقى النبأ للحوار، ندوات كبيرة ومهمة وعميقة تمت بالتعاون مع عدد من جامعات العراق والمنظمات الدولية في العاصمة وفي المحافظات الأخرى، بالإضافة إلى مد الجسور مع مختلف منظمات المجتمع المدني، والمؤسسات الأخرى كالنقابات المهنية، والاتحادات، والمنظمات التي يسعى الملتقى لبناء شراكة فكرية حيوية معها، من أجل تقديم الأفكار والمقترحات التي تساعد العراق والعراقيين على الانتقال من مرحلة التطلع إلى الديمقراطية والتقدم والاستقرار، إلى مرحلة منح العراق هوية الدولة العراقية الديمقراطية التي يلمس فيها المواطنون العراقيون كافة هذا التحوّل الديمقراطي فعليا، من خلال انعكاس تلك الأفكار والمقترحات بشكل عملي على الحياة العامة وتطورها ورفاهيتها.

كما أن ملتقى النبأ للحوار يسعى إلى المزيد من التطور في الرؤى والأفكار والتخطيط لإقامة فعاليات تستقطب شخصيات فكرية عالية التميّز ولها حضورها الكبير في المحافل الفكرية المختلفة باسهام وبفاعلية كبيرة وحقيقية لتقديم الأفكار والرؤى والحلول السديدة، لمساعدة ذوي المسؤوليات المختلفة في الدولة العراقية، على بناء عراق ديمقراطي قوي مستقر وفاعل في المحيطين الإقليمي والعالمي.

وهناك استعدادات مهمة لإنجاز هذه الخطوة على أفضل ما يكون، من حيث الأهداف والدعوات والمشاركة والفعاليات والدراسات المهمة التي تُناط بهذا الملتقى المهم (ملتقى النبأ للحوار)، وسوف تتواصل اللجنة العاملة عليه مع العقول والأقلام والشخصيات الرصينة الفاعلة في المشهد الفكري العراقي والعربي والعالمي، من أجل تحقيق التطلعات الفكرية البحثية الكبيرة التي من المؤمّل أن يتصدى لها هذا الملتقى الفكري.

إن ملتقى النبأ للحوار، والقائمين عليه، يتقدمون إلى أعضاء الملتقى كافة، بكل عناوينكم وصفاتكم مع حفظ الألقاب والمقامات، بأسمى آيات الشكر والتقدير، على جهودكم ومساهماتكم الفكرية والثقافية الكبيرة التي يُشارُ إليها بالبنان، وندعو لكم جميعا بالتوفيق والنجاح والتميّز الدائم، آملين من العلي القدير أن يحفظكم ويسدد خطاكم ويحفظ العراق أرضا وشعبا وإرثا تاريخيا كبيرا، ويجعلنا في خدمتكم وخدمة العراق والإنسانية جمعاء، وإلى المزيد من الانجازات الفكرية والنجاحات والتوفيق بإذن الله تعالى.

ملتقى النبأ للحوار

اضف تعليق