مازالت ثقافة تسمين المرأة الموريتانية،منتشرة بشكل شاسع في المناطق الريفية، حيث ان المرأة السمينة ترفع من مكانة زوجها الاجتماعية.

وتفرض العوائل الموريتانية على الفتيات ثقافة التسمين منذ الاعوام الاولى للبنت ولغاية سن الزواج.

وتعتبر النساء الأكثر اكتمالا هن ثريات، ويتغذين بشكل جيد، ولا يتعين عليهن القيام بأي عمل بدني. وكبر حجم الزوجة يرفع من مكانة الرجل في المجتمع الموريتاني، لأنه يستطيع إطعامها بسخاء.

على الجانب الآخر، لا يُنظر إلى النساء النحيفات على أنهن جذابات بل يعتبرن أقل شأنا وحتى عار على عائلاتهم.

وقال أشتو منت، ان "طالب موريتاني ان "الفتيات النحيفات يجلبن العار لعائلاتهن وحتى قبائلهن من الصعب عليهم جذب عيون الرجال في مجتمعنا ، ولمنع العار والوصمة الاجتماعية، يتم إطعام الفتيات الصغيرات بالقوة ضد إرادتهن، ويتم التسمين خلال موسم التغذية الذي يستمر لأشهر وحتى سنوات، في معظم الحالات لا يتوقف التسمين إلا بعد زواج الفتاة.

و تُجبر الفتيات حتى سن الخامسة على استهلاك 9000 سعرة حرارية في اليوم حسب تقديرات اليونيسف و يخشى آخرون أن الرقم أقرب إلى 14000-16000 سعرة حرارية في اليوم.

وتعتمد حمية التسمين على الحليب واللحوم إذا كان بإمكانهم تحمل تكاليفها ، فإن استهلاك مثل هذه الكميات الكبيرة من الطعام يعد تعذيباً بحد ذاته ، وتعاقب الفتيات اذا رفضت تناول الطعام ليتم معاقبتهن وضربهن".

وتقول صليكة منت سيدي مواطنة موريتانية، ان " أمي بدات تسمنني بالقوة عندما كنت في الثالثة عشرة من عمري وتقوم بضربي لأتناول المزيد من الكسكس بالزيت ولحم الضأن الدسم. في كل مرة اعتقدت أن معدتي ستنفج.

واضافت، "اعتدت أن أكون محبوسة في غرفة، ولم تكن لدي فرصة للخروج حتى أنتهي من وجباتي - لذلك كنت أفرغ الوعاء سراً من النافذة. منذ ذلك الحين كانت أمي تجلس معي وتتأكد من أنني أكلت كل شيء. اعتادت أن تقول لي:كل ، كل، لتكون سمينة وجميلة مثل صديقاتك".

ويدوم الإطعام القسري في مخيم إلشان ثلاثة أشهر، وتتقاضى حوالي 155 دولارًا لكل طفل. خلال ذلك الوقت، يتم إطعام الفتيات يوميًا 40 كرة مصنوعة من الكسكس والتمر والفول السوداني. كما يتعين عليهم شرب حليب الماعز والعصيدة يوميا.

وأكد الدكتور فاضل الأمين، الذي يعمل في مستشفى في العاصمة الموريتانية نواكشوط، مخاوفه:

"نحن نستقبل يوميا أعدادا كبيرة من ضحايا التسمين القسري، ومعظم الضحايا يأتون من مناطق داخلية. يبدو أن نصيحتنا، كأطباء، لم تسمع بما يكفي على الأقل في مجتمعنا التقليدي".

وأشار الى، انه "لا يزال حوالي 75 بالمائة من سكان المناطق الريفية في موريتانيا يمارسون تلك الثقافة لكن بفضل التثقيف الصحي وعمل النشطاء، أصبح التقليد أقل شيوعًا في المناطق الحضرية".

اضف تعليق