احتفل العالم يوم امس الخميس في 7 أبريل/نيسان بيوم الصحة العالمي، الذي خصصته منظمة الصحة العالمية في 2016 للتركيز على مرض السكري، تحت شعار "إهزم السكري".

طبقاً لما ذكرته المنظمة على موقعها الرسمي، فقد كان هناك 347 مليون شخصاً مصابين بالسكري في العام 2008، وفي العام 2012 أصبح السكري هو السبب المباشر في وفاة أكثر من 1.5 مليون شخصاً!

وتتوقع المنظمة أن السكري سيحتل المرتبة السابعة بين أسباب الوفاة الرئيسية بحلول العام 2030، لذلك سنتحدث هنا عن مرض السكري وبعض المفاهيم الخاطئة الشائعة بين الناس عنه.

ما هو السكري؟

السكري مرضٌ مزمن، بمجرد الإصابة به فإنه يظل معك طوال الحياة. ويؤثر هذا المرض على قدرة جسم الإنسان على استخدام الطاقة الموجودة في الطعام.

يحدث هذا عندما لا ينتج البنكرياس كميةً كافيةً من الإنسولين اللازم لتحليل المواد السكرية واستهلاكها عبر خلايا الجسم المختلفة، أو عندما لا تتمكن خلايا جسم الإنسان من استعمال الإنسولين بكفاءة.

أهمية الإنسولين ترجع إلى أنه الهرمون الوحيد تقريباً في جسم الإنسان الذي يعمل على خفض نسبة السكر في الجسم، ويساعد هذا الهرمون الخلايا على استقبال السكريات من مجرى الدم وتحويلها لطاقة داخل الخلايا.

ما هي أنواعه؟

هناك نوعان رئيسيان لهذا المرض، وبعض المراجع العلمية تفضل إضافة نوع ثالث لظهوره في نسبة معتبرة من الناس.

النوع الأول للسكري يحدث عندما لا يتمكن البنكرياس من إنتاج كميةٍ كافيةٍ من الإنسولين، هنا يضطر المرضى لاستعمال حقن الإنسولين طوال حياتهم.

والنوع الثاني للسكري يفرز فيه جسم الإنسان كميةً كافيةً من الإنسولين في المعتاد، لكن الخلايا لا يمكنها أن تستخدمها بكفاءة لوجود ما يشبه المقاومة من الخلايا للهرمون.

النوع الثاني هو الأكثر شيوعاً بين الناس ويمثل 90% من إجمالي المصابين بالسكري، وهو الذي يأتي في المعتاد لكبار السن.

أما النوع الثالث فهو سكر الحمل، الذي يصيب السيدة خلال فترة الحمل لكن الطفل لا يتأثر به ويظل سليماً.

وفي غالبية الحالات، فإنه بعد ولادة الطفل تعود معدلات السكر لدى الأم إلى طبيعتها ويختفي المرض.

ما هي أعراضه؟

بشكل عام هناك 4 أعراض أساسية تظهر على المصابين بمرض السكري؛ نقص الوزن، وزيادة التبول، وزيادة العطش، وزيادة الجوع.

بعض الأشخاص يكتفي بعرض أو اثنين فقط ليبدأ التوهم بأنه مصاب بمرض السكري، لكن الحقيقة أنه لا بد أن تجتمع جميع هذه الأعراض دون وجود سبب منطقي آخر لها.

وللتأكد، فلا بد من إجراء اختبارت الدم التي تؤكد أو تنفي بشكل قاطع وجود مرض السكري لديك.

هل هناك علاج؟

للأسف ليس هناك علاجٌ شافٍ حتى الآن لمرض السكر، فالمصابون بالمرض يتناولون أقراصاً من أجل تقليل مقاومة الخلايا للإنسولين أو يأخذون حقن الإنسولين، ليس على سبيل العلاج ولكن على سبيل تعويض الخلل بشكل مؤقت، وبالتالي فإنهم يأخذون هذه الأدوية مدى الحياة.

فلا يوجد علاج يمكنك أن تتناوله ويقوم بشفائك من المرض نفسه.

مفاهيم مغلوطة

من بين هذه المفاهيم هو أن كثرة تناولك للسكريات سيسبب لك مرض السكري. هذا الأمر غير صحيح، على الرغم من أن كثرة تناول السكريات لها الكثير من الأضرار الصحية على جسمك، لكن ليس من بينها السكري.

البعض يعتقد أن السمنة هي سبب رئيسي في الإصابة بالسكري. هذا الأمر صحيح لكن لمدى معين وليس على الإطلاق؛ فللسمنة علاقة غير مباشرة بالسكري نتيجة قلة النشاط البدني، فلو تابعت التمارين الرياضية بانتظام فأنت أبعد ما تكون عن المرض.

هناك مفهوم خاطىء آخر يقول إن أخذ حقن الإنسولين تجعلك مدمناً ومعتمداً عليها كليةً. الحقيقة أن أخذ هذه الحقن هو ما يجعلك تعيش بشكل صحي سليم، وهي التي تقلل من أضرار ارتفاع نسبة الإنسولين في الجسم وما تسببه من مشاكل للكلى والعين وغيرها من الأعضاء الحيوية.

من أبرز المفاهيم الخاطئة عن السكري فكرة أن هذا الرجل قد أصيب بالمرض لأن والده كان عنده نفس المرض. الإصابة بمرض الإنسولين ليس له علاقة بتاريخ أسرتك في الإصابة به. وليس معنى أنه لا يوجد شخص في عائلتك أصيب به أنك بعيد تماماً عنه، فإذا اتبعت عادات صحية خاطئة تتعلق بالأكل وعدم ممارسة الرياضة فسيصيبك السكري.

مخاطر السكري

الإصابة بمرض السكري لها الكثير من المخاطر والمضاعفات على جسم الإنسان. هذه المخاطر تظهر خلال 10 – 20 عاماً في المتوسط، ويمكن أن تقل الفترة أو تزداد طبقاً لتغيير المريض لأسلوب حياته واتباعه التعليمات الطبية.

بشكلٍ عام، فإن السكري يزيد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين إلى الضعف. فحوالي 75% من حالات الوفاة لدى المصابين بالمرض تحدث نتيجة للإصابة بأمراض الشرايين التاجية.

ويؤثر السكري على الأوعية الدموية مسبباً تلفها. هذا الأمر يظهر أكثر في الشعيرات الدموية الموجودة في العين والكليتين والمصاحبة للأعصاب.

بالنسبة للعين فإن تلف الشعيرات الدموية قد يسبب اعتلالاً في الشبكية يمكن أن يؤدي تدريجياً إلى فقدان البصر والعمى. وبالنسبة للكلى فقد تحدث العديد من الأمراض بها والتي قد تؤدي في النهاية إلى غسيل الكلى.

اعتلال العصب السكري هو أبرز المضاعفات التي تحدث لمرضى السكري، وتشمل أعراضه الشعور بالتنميل والوخز والألم في الأطراف.

الوقاية من السكري

أنت في غنى عن كل هذه الأمور فقط إذا ما اتبعت أسلوب حياة صحي. مارس الرياضة بشكل دوري دون انقطاع، وتناول الوجبات الصحية.

لا تحرم نفسك مما تحبه من الأطعمة، لكن اجعل ذلك بالمعدل الملائم الذي لا يؤذي جسدك.

اضف تعليق