رأى الجنرال النرويجي المتقاعد روبرت موود أن الغرب بحاجة إلى تغيير موقفه تجاه روسيا، وحتى منحها فرصة للانضمام إلى الناتو من أجل تجنب الصراع العسكري، منتقدًا الولايات المتحدة وحلفاءها لسياستهم المعادية لروسيا بعد انهيار الاتحاد السوفياتي.

وقال الجنرال موود، ان خطاب دول حلف شمال الأطلسي في إطار مجلس روسيا والناتو كان "أشبه بإذلال" لموسكو، وليس حوارًا. كتب في مقالة له: "لا أتذكر أنني رأيت فيلمًا أو مسلسلًا واحدًا يكون فيه الروس إيجابيين والغربيون سلبيين. تروج الثقافة الغربية للولايات المتحدة وأوروبا الغربية كشيء جيد لا يمكن إنكاره. وفي الوقت نفسه، تُزرع صورة شريرة لروسيا. إننا نشوه الواقع من خلال تصوير روسيا على أنها الشرير الرئيسي، والولايات المتحدة والغرب كمدافعين عن الديمقراطية لا تشوبهم شائبة".

في هذا الصدد، اقترح إصلاح المؤسسات الدولية القائمة أو إنشاء مؤسسات دولية جديدة، فضلاً عن تغيير سياسة الناتو: التركيز أكثر على الدفاع و "فتح الأبواب للجميع، بما في ذلك روسيا"، داعيًا أعضاء الحلف إلى التخلي عن القواعد والأسلحة النووية خارج أراضيهم.

لم يعلق أعضاء البرلمان الأوروبي على هذا الاقتراح.

ماذا يعتقدون في روسيا؟

تم الحديث عن هذه القضية في روسيا أكثر من مرة وعلى مستويات مختلفة. في عام 2017، في مقابلة مع المخرج الأميركي أوليفر ستون، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إنه في أحد اجتماعاته الأخيرة مع الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون، اقترح النظر في خيار انضمام روسيا إلى حلف شمال الاطلسي. رد كلينتون بأنه لا يمانع، وبعد ذلك "أصبح الوفد الأميركي بأكمله متوترا"، كما قال بوتين.

عندما سأل ستون الرئيس الروسي عما إذا كانت روسيا قد تقدمت بطلب للانضمام إلى التحالف، ضحك.

وتحدث بوتين عن إمكانية الانضمام إلى الحلف في عام 2000 في مقابلة مع بي بي سي: "لم لا؟ أنا لا أستبعد مثل هذا الاحتمال. أكرر، في حال أخذ مصالح روسيا في الحسبان، إذا كانت شريكا كاملًا".

لكن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف استبعد مثل هذا الاحتمال في العام الماضي. وفي مقابلة مع قناة Soloviev Live على موقع يوتيوب، أكد أن روسيا لن تنضم إلى الناتو. وأوضح ذلك بالقول إن "الغرب لا يريد أن يكون له خصوم على الساحة الدولية يمكن مقارنتهم في النفوذ بأدنى درجة".

وفقًا لسفيتلانا زوروفا، النائب الأول لرئيس لجنة دوما الدولة للشؤون الدولية، فإن انضمام روسيا إلى الناتو سيكون إشارة جيدة للناس العاديين. قالت لموقع "غازيتا" الروسي: "بالنسبة إلى الأشخاص العقلاء، هذه فكرة جيدة - دعونا نتحد، لن يضطر أحد إلى القتال. سواء كان ذلك لدخول الناتو أو تدمير جميع الأسلحة بين عشية وضحاها، بحيث لا تكون موجودة من حيث المبدأ، فقط لتركها للشرطة، عندها سيكون الناس سعداء. لكن هذا لن يحدث، فهذه يوتوبيا".

أليكسي تشيبا، النائب الأول لرئيس لجنة مجلس الدوما للشؤون الدولية، بدوره، وصف اقتراح الجنرال النرويجي من الناحية النظرية بأنه "صحيح تمامًا"، مع الأخذ في الحسبان الظروف المتغيرة للحياة في العالم، في أوروبا. وأشار للموقع نفسه إلى أن وجود روسيا في الناتو سيساعد في الحفاظ على السلام والاستقرار في القارة، "لكن، من ناحية أخرى، ندرك جيدًا أن الناتو منصة لتجارة الأسلحة. تعد روسيا أحد رواد بيع الأسلحة وإنتاجها في العالم، وهي منافس مباشر للولايات المتحدة في هذا المجال، ومن غير المرجح أن يتسامح الأميركيون مع وجود لاعب ثانٍ قوي"، مضيفًا أن مفهوم الناتو برمته هو مواجهة مع روسيا.

تابع: "أعتقد أن روسيا، بالطبع، ستكون مستعدة للانضمام إلى الناتو إذا عُرض عليها ذلك. لم لا؟ لكن اليوم، بالطبع، توجد شروط لذلك. تحتاج إلى مراجعة هيكل الناتو بالكامل عندما لا يكون هناك عدو. عندها، على حلف الناتو أن يبحث عن شرير آخر".

كيف تصبح عضوًا في الناتو

يجب أن تكون الدولة عضوًا في برنامج الشراكة من أجل السلام، بعد ذلك ستحتاج إلى الانضمام إلى خطة الشراكة الفردية التي تتضمن برامج تعاون لمدة عامين في المجالات ذات الصلة بدولة معينة. ثم تحصل الدولة على صفة مشارك في "حوار مكثف" مع الناتو.

المرحلة الرئيسية من هذا الإجراء هي الانضمام إلى خطة عمل عضوية الناتو (MAP)، عندما تتلقى الدولة وضع المرشح للانضمام إلى الكتلة. بعد ذلك، يتلقى البلد المرشح دعوة للانضمام. ثم هناك مفاوضات بين خبراء الناتو وممثلي البلاد، تتضمن مناقشة الالتزامات السياسية والقانونية والعسكرية، وبينها تولي المدنيين منصب وزير الدفاع، وحل النزاعات الإقليمية مع الدول المجاورة، وإعادة بناء القوات المسلحة وتجهيزها وفقًا لمعايير الحلف.

نتيجة لذلك، يتم التوقيع على بروتوكول انضمام دولة جديدة، ويتم التصديق عليه لاحقًا من قبل البرلمانات الوطنية للدول الأعضاء في الناتو والدولة المنضمة. ثم تصبح الدولة عضوا كامل العضوية في الحلف.

مع ذلك، وفقًا لفلاديمير بروتر، الخبير في المعهد الدولي للدراسات الإنسانية والسياسية، فإن روسيا لا تحتاج إلى فعل أي شيء للانضمام إلى التحالف. ونقل عنه موقع "غازيتا" قوله: "في الواقع لن يتم قبول روسيا في الناتو. هناك من يعتقد أن روسيا يجب ألا تكون محاطة بالكراهية، بل بالحب، وبعد ذلك سيتقرر كل شيء. لكن في الغرب، هناك إجماع على أنه لا ينبغي قبول روسيا، وأن روسيا دولة معادية للمبادئ التي يقوم عليها الغرب، ويجب تقييدها كي لا تسبب المشاكل".

المصدر: مواقع الكترونية

اضف تعليق