شهدت محافظة بابل ولادة أول صندوق عجب في العراق بعد إنقطاع دام عشرات السنوات وبعدما تعرضّت فنون العرائس ومنها (صندوق العجب) الى الإندثار التام وأصبحت جزءاً من التراث الشعبي.

وقال مخرج العرض الناقد والمخرج المسرحي بشار عليوي لمراسل وكالة النبأ الخبرية "شهدت مدينة الحلة (مركز محافظة بابل 100 كم جنوب العاصمة بغداد) مؤخّراً تقديم (حكايات العم أحمد) وهو عرض حكائي لـ (صندوق العجب) الذي كان يُسمّى محلياً (صندوق الولايات) عن قصة شعبية بعنوان (الله كتبه وآني إمحيته) الواردة في كتاب (حليّات - مقالات عن الحياة الإجتماعية في الحلة) تأليف الراحل الدكتور صباح نوري المرزوك".

واضاف "جاءت خطوة تقديم هذا العرض الذي قام بإعداد نصه الباحث المسرحي الدكتور عامر صباح المرزوك, ومثله الفنان أحمد عباس تنفيذاً لتوصيات الملتقى العربي لفنون العرائس الذي دعت إليه ونظّمته ورعته الهيئة العربية للمسرح بضرورة إعادة إحياء هذه الفنون والمحافظة عليها من الإندثار وإطلاع الأجيال الحالية على التراث الحي للشعوب العربية بمختلف دول العالم العربي".

وأشار عليوي الى ان "إن تصميم وتنفيذ الصندوق جاء وفقاً لعمل ورشوي ضمن برنامج عمل نادي المسرح في بابل سبقه إقامة عدّة جلسات عمل متواصلة مع كادر العرض وبمساعدة من قبل الفنانين التشكيلين في المحافظة ومنهم (فريد رجب وسمير يوسف)، فضلاً عن الإستماع لعدد من أبناء المدينة من كبار السن الذين عاشوا تجربة تقديم (صندوك الولايات) أيام زمان ممّن شاهدوه عيانياً وتفاعلوا مع عروضه التي كانت تُقدّم في الأعياد الشعبية والمناسبات العامة".

من جانبه قال المرزوك "إن عرض (حكايات العم أحمد) سيُساهم بشكل واضح في إعادة إحياء صندوق العجب وباقي فنون العرائس في الحياة الشعبية العراقية بوصفها جزءاً من التراث المسرحي العراقي لأنها تحظى بمتابعة ومشاهدة بصورة أكبر من قبل الجمهور بسبب إتساع الرقعة الجغرافية التي توفّرها فضاءات عرضها, فضلاً عن كونها تتّصف من ناحية الشكل والإسلوب بكونها متحركة ومرنة".

واضاف "إن (صندوق الولايات) العراقي سيُقدّم عدّة عروض أخرى داخل المحافظة وسيتجوّل في مختلف المحافظات العراقية تباعاً، سعياً منّا لتحقيق مجمل الأهداف التي من أجلها قدّمنا العرض بغية إشاعة هذه الفنون والمحافظة عليها من الإندثار".

اضف تعليق