برزت بوادر ازمة سياسية بين الصين وتركيا، في الآونة الاخيرة سببها المعلن الاويغور الاقلية المسلمة في الصين.

تركيا التي يحاول حزب اردوغان فيها، اعادة السلطنة العثمانية، بدأ يمتد نظرها الى كل بقعة سلكها العثمانيون سابقاً، أخذت الآن تحاول استمالة الاويغور ذوو الاصول التركستانية والمتحدثين بالتركية.

وهذا ما جعل القوميون الاتراك ينتفضون من صمت طويل وينقضون على كل ما هو صيني، فهل الحلم العثماني بدأ بالنضوج، أم تضارب مصالح؟

ففي اسطنبول هاجم متظاهرون قوميون أتراك ومنفيون من أثنية الايغور المسلمة في الصين كانوا يحتجون على ما يقولون إنها المعاملة السيئة التي يلقاها الاويغور في اقليم شينجيانغ الصيني مجموعة من السائحين الكوريين في اسطنبول ظنوهم سائحين صينيين.

وكان المئات من المتظاهرين الغاضبين قد ساروا صوب قصر طوب كابي على ضفاف البوسفور في اسطنبول في مسيرة تضامن مع الايغور الذين يشتكون ما يصفونه بالقمع الديني والثقافي الذي يتعرضون له في الصين.

وهاجم المتظاهرون الذين كانوا يهتفون "الله أكبر" مجموعة من السائحين الكوريين خارج قصر طوب كابي الذي يئمه الآلاف من السائحين يوميا.

وأنقذت شرطة مكافحة الشغب السائحين بعد أن أطلقت الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين، وهم من أفراد حركة "الذئاب الرمادية" اليمينية المتطرفة المرتبطة بحزب الحركة القومية.

وأظهر شريط مصور نشرته وكالة دوغان التركية للأنباء أحد السائحين وهو يصرخ "لست صينيا، أنا كوري."

وتزامن الحادث مع لغط دبلوماسي بين انقره وبكين حول التقرير التي نشرها الاعلام التركي والتي تقول إن الايغور المسلمين يواجهون قيودا حول الصوم العبادات خلال شهر رمضان في الصين.

واستدعت الحكومة التركية هذا الاسبوع السفير الصيني للتعبير عن قلقها ازاء هذه القيود المزعومة، والتي نفتها بكين وطالبت تركيا بتوضيح.

وعبرت الصين لتركيا عن غضبها يوم الجمعة لقبولها دخول المجموعة.

وفي يوم الاربعاء الماضي، هاجم محتجون مطعما صينيا شهيرا في اسطنبول وهشموا نوافذه، ولكنهم لم يكونوا يعلمون أن صاحبه تركي وأن الذين يعملون فيه من الايغور.

يذكر أن لتركيا روابط ثقافية ولغوية بالاويغور الذين يعتبرون أنفسهم من الشعوب التركستانية.

في السياق ذاته تعهدت تركيا، بأن تبقي أبوابها مفتوحة أمام المهاجرين من أقلية الايغور المسلمة، في موقف من المتوقع أن يفاقم خلاف أنقرة مع بكين بشأن معاملة الصين للأقلية المسلمة التي يتحدث معظم أفرادها التركية.

وذكر راديو فري آسيا، ومقره الولايات المتحدة، أن 173 من النساء والأطفال الاويغور وصلوا إسطنبول هذا الأسبوع من تايلاند، حيث كانوا محتجزين لأكثر من عام لدخولهم بشكل غير مشروع.

ورفض المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية تانجو بيلجيج، التعقيب على التقرير، لكنه قال إن أنقرة ستظل ترحب “بالأشقاء الايغور”، فيما أرجعه إلى “الروابط الثقافية والتاريخية”.

وقال خلال مؤتمر صحفي “تبقي تركيا أبوابها مفتوحة أمام الاويغور الذي وصلوا أو الذين يريدون القدوم إلينا”.

لكن وراسيت بيرياويبون، وهو محام تايلاندي سبق أن مثل أسرة يعتقد أنها من الاويغور، قال لـرويترز إن أكثر من 170 من الاويغور غادروا تايلاند الاثنين على متن "رحلة سرية مستأجرة" وفرتها تركيا.

خالد الثرواني

اضف تعليق