نشرت صحيفة الأوبزرفر البريطانية تقريرا لمراسليها مارتن تشولوف ونيشيرفان ماندو جاء بعنوان: "قرية كردية تخشى أن يكون الأسوأ قد حدث لأحبائها بعد كارثة بحر المانش".

ويشير التقرير إلى أنه لا يُعرف سوى القليل عن 27 شخصا غرقوا أثناء محاولتهم عبور القنال الانجليزي (بحر المانش) في قارب مطاطي، وذلك رغم أن الاعتقاد السائد هو أن كثيرا منهم قد جاؤوا من شمال العراق.

في قرية رانيا الكردية، انتظرت العائلات أياما للحصول على أخبار من أحبائهم الذين يعرفون أنهم كانوا يخططون لمحاولة العبور المحفوف بالمخاطر يوم الأربعاء، لكن هواتفهم كانت صامتة، بحسب الصحيفة.

وقال الكاتبان إن بعضهم يأمل أن يكون أبناؤهم وبناتهم وأخواتهم قد عبروا القنال وهم الآن في مراكز الاحتجاز في المملكة المتحدة، فيما يخشى آخرون من الأسوأ.

وأشارا إلى أن كردستان العراق كانت مصدر آلاف رحلات المهاجرين، وانتهى المطاف بالعديد منهم في الاتحاد الأوروبي أو المملكة المتحدة. لكن النزوح الأخير كان مختلفا.

ويقول كردي مقيم في لندن تحدث مع أحد أقاربه في دونكيرك يوم الأربعاء ولم يسمع عنه منذ ذلك الحين للصحيفة: "لقد كان الأمر خطيرا حقا ويائسا جدا". وأضاف: "نعتقد أن قاربا واحدا على الأقل نجح في الوصول إلى هنا، لكن لم يؤكد أحد أي شيء".

في رانيا، كانت العائلات القلقة على اتصال دائم بأقاربها في دونكيرك، قبل أن انقطاع الاتصال بهم. وقال شقيق أحد الذين كانوا على الرحلة ويدعى زانا: "غادر أخي المنزل في أغسطس 2021 وذهب إلى تركيا، ثم إيطاليا، وفي الفاتح من نوفمبر وصل إلى فرنسا". وأكد أنهم حاولوا العبور إلى المملكة المتحدة ست مرات. وكانت هذه المحاولة السابعة.

وأضاف: "كنت على اتصال به حتى توقف محرك قاربهم عن العمل وفقد الهواء في مقدمة القارب. كان القارب قابلا للنفخ وكان لونه رماديا. ثم اتصلوا بالشرطة الفرنسية وأخبرتهم الشرطة بأنهم خارج حدودها. ثم اتصلوا بشرطة المملكة المتحدة وقالت لهم: "سنأتي لإنقاذكم". وطلبت منهم تشغيل مصابيحهم المحمولة.

وتابع: "كنت على اتصال به لمدة 20 دقيقة بعد أن اتصلوا بالشرطة البريطانية ثم فقدت الاتصال بهم. أرسل لي مكان توقف محركهم. منذ ذلك الحين ليس لدي أي معلومات عنه".

وأكد أن أخاه "كان دائما مع 10 أشخاص آخرين من رانيا وكنت على اتصال بهم جميعا. لا يعرف أي من أسرهم أي شيء عنهم ".

وقال زانا للأوبزرفر، إن أولئك الذين عبروا القنال سابقا ألقوا بهواتفهم في البحر مع اقتراب الشرطة، لمنع سلطات المملكة المتحدة من اكتشاف هوية من يحاول القيام برحلات مماثلة.

ووصف الحالة المزاجية في منزل العائلة بأنها "جنائزية". وكان الوضع نفسه واضحاً في منزل آخر تجمع فيه عشرات الضيوف الكئيبين.

وقال أحد الضيوف للصحيفة: "نعتقد أن هذه المأساة حدثت بعد أن تآمرت الحكومة البريطانية مع الفرنسيين لمنع حدوث عمليات العبور هذه". وأضاف: "عادة ما يكون البحر مليئا بالسفن وهذا هو سبب فشل المحاولات الست السابقة. لكن في تلك الليلة كانت فارغة واستغلها أكثر من 250 شخصا. لم تكن هناك شرطة على الماء. وطائرة البحث والإنقاذ بدون طيار لم تكن موجودة".

اضف تعليق