أثار اكتشاف المتحور الجديد لفيروس "كورونا" المستجد "أوميكرون"، مخاوفا شديدة بشأن قدرة ‏اللقاحات الحالية على الوقاية منه، وما إذا كانت بحاجة إلى إجراء تحديث عليها.‏

لكن الإجابة عن هذا السؤال ما زالت غير واضحة، وذلك لأن المتحور الجديد "أوميكرون"، الذي وصفته منظمة الصحة العالمية بأنه "نوع من القلق"، أمس الجمعة، بسبب ارتفاع مستوى الطفرات به، كان ينتشر منذ أسبوعين فقط، وتم الإبلاغ عنه لأول مرة في جنوب أفريقيا، حيث ظهرت عليه علامات انتقال سريع.

وأظهر المتحور الجديد "أوميكرون" أيضا قدرة أكبر من غيره من الفيروسات في تفادي المناعة السابقة، سواء في الأشخاص الذين تم تطعيمهم أو أولئك الذين أصيبوا بفيروس كورونا من قبل، وفقا لباحثين في جنوب أفريقيا.

وترى عالمة الطب الرئيسي في المعهد الوطني للأمراض المعدية في جنوب أفريقيا، جينال بهيمان، في تصريحات لشبكة "إن بي سي" الأمريكية أن "هذه البيانات لن تكون متاحة لمدة أسبوعين آخرين أو نحو ذلك، وإذا كانت اللقاحات الحالية لا تقدم نفس المستوى من الحماية ضد العدوى الخطيرة، فقد يدفع ذلك صانعي اللقاحات إلى تعديل منتجاتهم".

وبينت بهيمان أن "الزيادة في الإصابة ستكون مؤشر على أننا قد نضطر إلى ابتكار لقاح جديد".

بينما يرى ديفيد كينيدي، الذي يدرس تطور الأمراض المعدية في جامعة ولاية بنسلفانيا، أنه "ربما لا نحتاج إلى تحديث اللقاحات".

وأوضح "تاريخيا لم يتم تقويض التطعيمات بشكل كبير بسبب تطور الفيروسات، وبالنسبة لمتحور "أوميكرون" الجديد سيكون العامل الرئيسي لتصنيع لقاح جديد هو البيانات القاطعة، التي ستظهر ما إذا كانت الإصابات الخطيرة للأشخاص الذين تم تلقيحهم تزداد بشكل كبير".

لقاح جديد خلال 3 أو 4 أشهر؟

وقالت ديبتي جورداساني، عالم الأوبئة السريرية في جامعة كوين ماري بلندن، إنه "من الذكاء تجهيز لقاحات محدثة، لكن هذه الجهود ستكون أكثر فاعلية إذا تمكن العالم أيضا من احتواء انتشار الفيروس".

ورجحت جورداساني أن "تتوصل شركة "فايزر" إلى اللقاح الجديد المضاد لمتحور "أميكرون" في غضون 3 أو 4 أشهر، ومع حلول الوقت الذي يصبح متاحا فيه، سيكون هناك نوعا جديدا من الفيروس مهيمن عالميا".

وأردفت: "لذلك يجب أن يسير تطوير اللقاح وإعادة هندسته جنبا إلى جنب مع الجهود المبذولة لاحتواء انتقال العدوى، وهي الطريقة الوحيدة التي سنتمكن من خلالها من التغلب على التكيف مع الفيروس".

صناع اللقاحات لا ينتظرون

تسابق شركات الأدوية الزمن لتحديد ما إذا كانت لقاحاتهم الحالية مؤهلة للتصدي لمتحور "أوميكرون" الجديد أم أن الأمر سيتطلب تصنيعهم لقاح جديد في أقرب وقت ممكن.

وقالت الشركات، أمس الجمعة، إنها بدأت بالفعل في دراسة المتحور الجديد "أوميكرون" لمعرفة ما إذا كان يفلت من المناعة من لقاحاتها، وأشارت إلى أن تطوير مجموعات جديدة من اللقاحات لاختبارها سيستغرق عدة أسابيع.

وصرحت شركة "مودرنا" أنها تختبر جرعاتها المعززة الحالية لمعرفة ما إذا كان يمكن استخدامها ضد متحور "أميكرون".

وأعلنت شركة "نوفافاكس" أنها تعمل على تطوير لقاحها كي يلائم متحور "أوميكرون" الجديد، معربة عن أملها في أن يكون جاهزا للاختبار والتصنيع في غضون أسابيع.

بينما صرحت شركة "فايزر" الأمريكية التي طورت لقاحا مع شركة "بيونتك" في بيان إنه إذا ظهر متحور "هارب من اللقاح"، بحسب تعبيرها، فستتمكن الشركتان من تطوير وإنتاج "لقاح مخصص" في حوالي 100 يوم.

أما شركة "أسترازينيكا" البريطانية، فقد عبرت عن أملها، أمس الجمعة، أن يحتفظ مزيجها من الأجسام المضادة ضد (كوفيد-19) بفعاليته ضد المتحور الجديد "أوميكرون"، كما أنها تدرس ما إذا كان هو مقاوم للقاحها، بحسب وكالة "رويترز".

وقالت في بيان: "كما هو الحال مع أي متحورات ناشئة جديدة، فإننا نبحث في "B.1.1.529" لفهم المزيد عنه والتأثير على اللقاح".

وأعلنت أنها تجري بحثا في بوتسوانا وإيسواتيني لجمع البيانات.

وأضافت "أسترا زينيكا" في بيانها: "نحن أيضا نختبر تركيبة الجسم المضاد طويلة المفعول "AZD7442" ضد هذا المتحور الجديد، ونأمل أن يحتفظ "AZD7442" بفعاليته لأنه يشتمل على اثنين من الأجسام المضادة القوية ذات الأنشطة المختلفة والمكملة ضد الفيروس".

وتمكن صانعو اللقاحات من تجنب القيام بذلك ضد المتغيرات السابقة، بما في ذلك متحور "دلتا" شديد العدوى والانتشار، الذي انتشر في جميع أنحاء العالم هذا العام، ولا يزال السلالة السائدة في أمريكا، وتبين أن اللقاحات الموجودة فاعلة في الحماية من العدوى الخطيرة الناجمة عنه.

وقالت عدة دول، بما في ذلك أمريكا، إنها ستقيد السفر من جنوب أفريقيا و8 دول أخرى بسبب المخاوف من متحور "أوميكرون".

المصدر: سبوتنيك

اضف تعليق