اعتقلت السلطات الهندية العشرات من المنتمين لجماعات هندوسية متطرفة بعد عرقلتهم أداء مسلمين لصلاة الجمعة في مدينة غورغاون الشمالية خارج العاصمة نيودلهي، في حين تعرضت مساجد ومنازل ومتاجر للمسلمين بولاية تريبورا الهندية، لهجمات وأعمال تخريب جديدة، على يد "عصابات هندوسية متطرفة".

ونقلت وسائل إعلام هندية محلية عن عدد من المسؤولين أن الشرطة عززت أمس الجمعة انتشارها في مدينة غورغاون واعتقلت 30 شخصا على الأقل، بينما كانت حشود من السكان المحليين والجماعات الهندوسية المتطرفة تردد هتافات مناهضة للمسلمين

وتضغط جماعات هندوسية متطرفة على السلطات منذ أسابيع بمدينة غورغاون لمنع المسلمين من أداء صلاة الجمعة في الأماكن المفتوحة. حيث يهيمن الحزب القومي الهندوسي الحاكم (بهاراتيا جاناتا) على ولاية هاريانا وعاصمتها غورغاون التي تسمى أيضا وغروراكم.

وهذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها الإبلاغ عن مثل هذه الحوادث من العنف الطائفي في المدينة التي تعد مقرا لعشرات الشركات المتعددة الجنسية.

ففي عام 2018 أثارت جماعات هندوسية اعتراضات مماثلة على أداء المسلمين الصلوات في الأماكن المفتوحة. وتوسط مسؤولون محليون بين الهندوس والمسلمين وحددوا نحو 35 مكانا مفتوحا للمسلمين لأداء صلاة الجمعة.

حرق مساجد ومنازل ومتاجر

وفي تطور آخر مرتبط بالعنف الطائفي، تعرضت مساجد ومنازل ومتاجر للمسلمين بولاية تريبورا لهجمات وأعمال تخريب على يد "عصابات هندوسية متطرفة".

ونقلت وكالة الأناضول -أمس الجمعة- أن حدة التوتر تصاعدت في المنطقة الواقعة شمال شرقي الهند، بعد قيام "عصابات هندوتفا المتطرفة" بحرق مساجد ومنازل ومتاجر للمسلمين، عقب أعمال عنف بين هندوس ومسلمين في بنغلاديش المجاورة.

وتحركت الشرطة الهندية لفرض سيطرتها ومنع تجدد أعمال العنف، كما حظرت التجمعات لأكثر من 5 أشخاص.

وبدأت أعمال العنف ضد المسلمين في 26 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، بعد مظاهرة نظمتها منظمة "فيشوا هندو باريشاد" (المجلس الهندوسي العالمي)، تخللتها خطابات تحريضية.

وفي 27 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، كشف بيان نشرته جمعية حماية الحقوق المدنية المحلية عن تعرض 16 مسجدا على الأقل لأضرار على يد "عصابات هندوتفا المتطرفة"، وأن العديد من المنازل والمتاجر التابعة للمسلمين جرى حرقها.

في غضون ذلك، أدانت باكستان أعمال التخريب والهجمات التي طالت مساجد ومنازل ومتاجر للمسلمين من قبل "عصابات هندوسية متطرفة" في ولاية تريبورا الهندية.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الباكستانية عاصم افتخار أحمد -في بيان له أمس الجمعة- إن الهجمات "اللاواعية" مستمرة في تريبورا منذ الأسبوع الماضي. وأشار إلى أن الدولة الهندية فشلت في حماية المسلمين، وفي نفس الوقت لم تستجب لاستغاثات يائسة من قبل المنظمات الإسلامية المحلية.

ودعا المتحدث الباكستاني المجتمع الدولي إلى أداء دوره من أجل وقف موجة الإسلاموفوبيا المتصاعدة في الهند، وخاصة الهجمات التي تستهدف المسلمين. كما دعا العالم إلى ضمان سلامة المسلمين في الهند وحماية أماكن عبادتهم.

وتوجه اتهامات للحزب القومي الهندوسي الحاكم في الهند بزعامة رئيس الوزراء ناريندرا مودي بـ"اضطهاد الأقليات وخصوصا الأقلية المسلمة في البلاد". لكن حكومة مودي ترفض اتهامها بأن لديها أجندة هندوسية وتشدد على أن الهنود من جميع الديانات لديهم حقوق متساوية.

اضف تعليق