في دليل واضح على تأثير الطقس القاسي الناجم عن تغير المناخ وانعكاسه على الأمن الغذائي في جميع أنحاء العالم، أجبر الجفاف الذي يمتد للعام الثالث على التوالي، العراق، على خفض مساحة محاصيله المزروعة إلى النصف، وفقا لتقرير نشرته وكالة "بلومبيرغ".

وقال وزير الزراعة، محمد كريم الخفاجي، في مقابلة تلفزيونية، الجمعة، إن بلاده تتوقع حصاد 2.5 مليون طن، كحد أقصى من القمح العام المقبل، مضيفا أنه يتعين على وزارة التجارة النظر في تأثير ذلك على برنامج الغذاء، والحاجة إلى تأمين إمدادات إضافية.

وأضر الطقس السيئ بالمحاصيل عبر مساحة شاسعة في شمال الكرة الأرضية، من أميركا الشمالية إلى البحر الأسود، مما أدى إلى ارتفاع أسعار عقود القمح الآجلة القياسية خلال عدة سنوات، ورغم أن العراق ليس من بين أكبر المشترين، تظل منطقة الشرق الأوسط من بين أعلى المستوردين للقمح، وقد برزت جارتا العراق، تركيا وإيران، وكلاهما يعتمد عليهما العراق في إمدادات مياه الأنهار، كمشترين رئيسيين هذا الموسم.

وبحسب "بلومبيرغ"، يحتاج العراق، الغني بالنفط، إلى حوالي 4 ملايين إلى 4.5 مليون طن سنوياً من القمح لسد حاجة شعبه من الخبز، وذلك رغم أن استهلاكه الإجمالي أعلى، ويمكن للقطاع الخاص فيه الشراء من الخارج.

وبلغ إنتاج العراق من القمح للعام الحالي 3.5 مليون طن، بحسب المتحدث باسم وزارة الزراعة، حميد النايف، في وقت تجاوز الإنتاج 5 ملايين طن في 2020.

وقال النايف، في مكالمة هاتفية مع "بلومبيرغ": "فوجئنا بأن وزارة الموارد المائية وافقت فقط على نصف خطتنا المقترحة، قائلة إنها لا تملك احتياطيات مياه كافية للأراضي المقترحة".

وتتضمن خطة الزراعة الشتوية مناطق للقمح والشعير ومحاصيل أخرى.

وينهمك مزارعو القمح، في نصف الكرة الشمالي، حاليا، في عملية زراعة الحبوب الشتوية التي يتم حصادها الصيف المقبل.

لكن التوقعات تشير إلى استمرار الجفاف في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا حتى نهاية الشهر، مما يعيق عملية زراعة البذور مبكرا، حسبما أفادت مجموعة "كوموديتي ويذر"، الجمعة.

من جهة أخرى، قال وزير الموارد المائية، مهدي رشيد الحمداني، إن قلة الأمطار أثرت أيضًا على تركيا وسوريا وإيران، وهذه مشكلة، لأن العراق عادة ما يستخدم مياه الأنهار القادمة من تركيا، وكذلك من بعض الأنهار الفرعية من إيران، بعمليات الري.

وقال الحمداني إنه بينما تستجيب تركيا لطلبات المزيد من إمدادات المياه، قلصت إيران الكمية التي تتدفق إلى جارتها الغربية، ولذا تخطط وزارة الخارجية العراقية لتقديم شكوى دولية بشأن هذه القضية.

اضف تعليق