في حزيران/يونيو 2014، بدأ تنظيم داعش هجوما كبيرا انطلاقا من مناطق تخضع لسيطرته في شمال شرق سورية، سيطر خلاله على الموصل، ثاني أكبر مدينة في البلاد.

وبقيت المدينة، منذ ذلك الحين، خارج سيطرة بغداد، لكن القوات العراقية بدأت الخميس عملية عسكرية لاستعادتها من قبضة داعش.

ويتوقع خبراء أمنيون أن تعرف العملية صعوبات، لكنهم يؤكدون في المقابل قدرة الجيش العراقي مدعوما بطائرات التحالف الدولي على طرد مقاتلي التنظيم المتشدد من الموصل.

أبرز السيناريوهات

يقول الخبير الأمني العراقي فاضل أبو رغيف إن إخراج داعش من الموصل يحتمل سيناريوهات "مؤكدة وأخرى متوقعة".

ومن السيناريوهات المؤكدة يوضح أبو رغيف، أن "عملية تحرير الموصل ستبدأ بعمليات قصف ممنهج لتمهيد الطريق أمام القوات العراقية".

ويتوقع الخبير الأمني أن تبدأ عملية استعادة بعض المناطق التي لا تزال تحت قبضة داعش، ومناطق أخرى يتواجد فيها المتشددون، قبل بدء تحرير الموصل.

ويضيف أن "القصف سيكون مكثفا لفترة تتراوح من 25 إلى 30 يوما"، مشيرا إلى أن بغداد "ستحاول تقريب زعماء العشائر السنية في الموصل واستقطاب الشباب أيضا".

ويتوقع الخبير الأمني وليد الزبيدي، من جهته، أن "يتم تحرير الموصل إما بانسحاب التنظيم، كما حصل في بيجي ومناطق في محيط بغداد، أو بطريقة القصف المكثف كما حدث في الرمادي".

لكن الزبيدي يتحدث عن "صعوبات في الموصل بسبب كثافتها السكانية (حوالي مليوني شخص). بالإضافة إلى كون المدينة مترامية الأطراف، والطرق المؤدية إليها تقع في مناطق يسيطر عليها داعش".

وتابع: "إذا استخدم التنظيم المتشدد أسلوب السيارات المفخخة والانغماسيين ستكون الخسائر كبيرة".

حماية المدنيين

وتتخوف بعض منظمات حقوق الإنسان من سقوط مدنيين في معركة الموصل، بسبب الكثافة السكانية الكبيرة، وصعوبة تحرير المدينة من دون الاعتماد على القصف.

ويرفض أبو رغيف المبالغة في هذه المخاوف، قائلا إن "العراق لديه تجارب سابقة. الطائرات ستلقي منشورات تطلب من المواطنين الابتعاد عن الأماكن التي سيتم قصفها".

ويضيف أن "القوات العراقية ستعمل على توفير ممرات وطرق آمنة للمدنيين، وبعد التيقن من خروجهم سيتم ضرب أهداف التنظيم".

ويؤكد رئيس المجموعة العراقية للدراسات الاستراتيجية واثق الهاشمي على هذا الرأي، موضحا أن "القوات العراقية ستعطي الأولوية لسلامة المدنيين، وتركز على أهداف داعش بناء على المعلومات التي تتوصل بها".

ويرى مدير مركز الفرات للتنمية والدراسات الاستراتيجية خالد العرداوي أن "قضية سقوط المدنيين لا يمكن أن يزعم أي مسؤول أنها لن تحصل"، لكنه يؤكد أن "عملية تحرير الموصل سيكون فيها فتح ممرات آمنة للأبرياء".

ويشدد العرداوي على أن "العمليات التي تنفذ يجب أن تكون نوعية ودقيقة، لأن داعش يتخذ المدنيين دروعا بشرية، وهذا يقتضي الحذر الكبير".

أهمية الموصل

يقول أبو رغيف إن الموصل "مهمة جدا، حيث ترتبط بمحافظات عدة، منها صلاح الدين والأنبار وكركوك". ويضيف أن السيطرة عليها من قبل داعش "أدت إلى إلحاق ضرر بالتبادل التجاري بين تركيا والعراق، فالمدينة مهمة جدا من الناحية الاقتصادية للعراق".

ويشير العرداوي إلى أن "داعش يحتاج المدينة كمورد مادي وبشري، فهي صلة وصل مع معقله في سورية (الرقة)، وترتبط بمناطق أخرى يسيطر عليها في الداخل العراقي".

 

اضف تعليق