موقع الإمام الشيرازي

قريباً من المشهد الشريف لبطلة كربلاء، وعقيلة الطالبيين، وعابدة آل علي، مولاتنا زينب الحوراء صلوات الله عليها، في العاصمة السورية دمشق، وفي الذكرى السنوية لاستشهاد المفكر الإسلامي، آية الله السيد حسن الحسيني الشيرازي رضوان الله تعالى عليه. أقامت الحوزة العلمية الزينبية احتفاء تأبينياً، وذلك بعد صلاتي المغرب والعشاء جماعة، في يوم السبت، السادس عشر من شهر جمادى الآخرة للعام الهجري 1437.

وقد حضر الحفل جمع من أصحاب السماحة العلماء وممثلي جميع مكاتب المراجع في الشام، وفضلاء الحوزات العلمية، وطلبة العلوم الدينية، وحشد من الجاليات المقيمة في سوريا.

افتتح الحفل التأبيني بتلاوة آيات مباركات من القرآن الكريم، وكلمة افتتاحية تضمنت إطلالة موجزة على أبرز مواقف الشهيد الشيرازي ومواقفه وإنجازاته.

تحدث في الحفل فضيلة الشيخ عبدالوهاب بوفخر، مستشار وممثل الرئاسة الروحية للمسلمين الموحدين، وقال في جانب من كلمته: إننا نحتفي اليوم، كما في كل عام، برحيل مفكر وفقيه، ومصلح ومؤسس، ومجاهد وشهيد، سماحة السيد حسن الحسيني الشيرازي، والذي رحل منذ ما يقارب أربعة عقود إلا أن ذكره وذكراه وآثاره ومواقفه مازالت إلى اليوم تنبض بالحياة والعطاء.

وألقى الشاعر أنيس أبو طلعت قصيدة تناول فيها محطات من حياة صاحب الذكرى ومناقبه، مستحضراً ما يحفظه أهل الشام الكرام للشهيد الشيرازي من مآثر إنسانية، وما أنجزه من مشاريع إيمانية وثقافية وخيرية، أسسها وشيّدها في مناطق شتى من الشام.

وشارك فضيلة الشيخ محمد وليد فليون، عضو اتحاد علماء بلاد الشام، بكلمة تحدث فيها عن اهتمامات الشهيد الشيرازي العديدة، وخاصة مواجهة الفكر المتطرف لخطورته الفادحة على الإيمان والمجتمع والدولة، ومقابلة الفكر بالفكر، فقد قال الله تبارك وتعالى: (ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن).

وألقى سماحة الشيخ مقبل الحمد، أستاذ في الحوزة العلمية الزينبية، كلمة أشار فيها الى الجانب الفكري والثقافي للسيد الشهيد، والذي تجسد من خلال اهتمامه الكبير والمتواصل بتأسيس الحوزات العلمية في سوريا ولبنان، وتربية علماء ومبلغين، لنشر الإسلام الذي يدعو الى الرحمة والمحبة والسلام والحوار والتعاون على البر والتقوى ونبذ الإثم والعدوان.

وختام الحفل التأبيني، كان مع مجلس حسيني، لفضيلة الخطيب السيد عز الدين الفائزي، وتحدث عن دور العلماء العاملين في بناء الأمة الحيّة، ثم عرض جانباً من تاريخ العائلة الشيرازية الكريمة.

وأضاف: امتاز المفكر الشهيد الشيرازي قدس سره بالخلق الرفيع وسعة الصدر والإحسان لمخالفيه، إلى جانب حرصه على الدراسة الحوزوية والكتابة والتأليف في مجالات فكرية وعلمية متعددة، ولا عجب من ذلك، فهو من أسرة عريقة في العلم والتقوى والجهاد، وقد تخرج منها العديد من المراجع العظام العلماء الأعلام والقادة الأفذاذ".

وأكد السيد الفائزي على دور السيد الشهيد كبير في إلهام الأجيال للحفاظ على التراث والانجازات. مبيناً أن الشهيد الشيرازي جمع مناقب عديدة، تجسدت في مؤلفات في الفقه والحديث والفكر والأدب والتبليغ، ومؤسسات علمية وثقافية وخيرية وإنسانية انتشرت في أكثر من بلد وعلى أكثر من قارة.

 

اضف تعليق