تصطدم محاولات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون باستعادة نفوذ فرنسا في العراق، بحائط الهيمنة الإيرانية على النظام السياسي في البلاد، ما يثير الشكوك بفشل الخطوات الفرنسية.

وينقل تقرير صحفي عن محللين ترجمته وكالة النبأ القول، إن "تعهدات ماكرون بشأن الوجود الفرنسي في العراق تذكرنا بتعهداته في لبنان، والتي أُبطلت بسبب مستوى النفوذ الإيراني الذي يمارسه على النظام اللبناني من خلال حزب الله."

وقال ماكرون في مؤتمر صحفي، "بغض النظر عن الخيارات التي يتخذها الأمريكيون، سنحافظ على وجودنا في العراق لمحاربة الإرهاب" طالما أرادت الحكومة العراقية ذلك.

وأعرب الرئيس الفرنسي، خلال زيارته للموصل، عن دعمه لمسيحيي العراق بشكل يذكرنا بوصاية فرنسا على المسيحيين في لبنان.

التصرفات الاخيرة لماكرون توحي بأن فرنسا تسعى إلى إعادة تهيئة الظروف نفسها التي أدت إلى دورها الفاشل في لبنان، بحسب المحللين.

وفي خطاب ألقاه في كنيسة سيدة الساعة في المدينة المدمرة، والتي تعمل منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) على ترميمها، حث ماكرون المجتمعات الدينية العراقية على "العمل معًا" لإعادة بناء البلاد.

واضاف، "نحن هنا للتأكيد على أهمية الموصل وللتعبير عن التقدير لجميع الطوائف التي يتكون منها المجتمع العراقي"، موضحا أن "عملية إعادة الإعمار بطيئة وبطيئة للغاية"، مؤكدا عزم فرنسا فتح مدارس وقنصلية في المدينة.

ويشكو المسيحيون العراقيون على وجه الخصوص من التمييز ونقص المساعدة من الحكومة في استعادة منازلهم وممتلكاتهم التي صودرت أثناء النزاع من قبل الجماعات المسلحة.

وتسعى فرنسا التي تمول المدارس المسيحية الناطقة بالفرنسية في المنطقة، إلى تسليط الضوء على محنة المسيحيين في الشرق الأوسط ، فضلاً عن الأقليات الأخرى.

وقال أحد المحللين، "يمكن مساعدة ماكرون في مهمته من قبل الشركات الفرنسية التي تعرف القضايا العراقية جيدًا، من الأسلحة إلى الكهرباء إلى مترو بغداد، لكن السؤال هو ما إذا كانت فرنسا تمول هذه المشاريع؟."

واضاف، ان "فرنسا ليست في وضع مالي مريح ولا العراق كذلك الذي يمكن اعتباره دولة مفلسة بعد الحكومات المتعاقبة الموالية لإيران منذ عام 2006 بهدر كل الأموال التي دخلت الخزينة في وقت كان فيه سعر كان برميل النفط مرتفعًا جدًا ".

اضف تعليق