لم يختلف الوضع الانساني بالنسبة للاقليات الدينية والمسلمين الذي رفضوا تنظيم داعش الارهابي، رغم مرور سنوات على اعلان الانتصار ما زال الخراب والدمار يحيط مدنهم والخوف لم يفارقهم.

وذكر تقرير لموقع "ذا تابلت" ترجمته وكالة النبأ، ان الأسبوع الأول من أغسطس 2014 بالنسبة للعراقيين سيبقى محفورًا إلى الأبد في ذاكرتهم باعتباره بداية واحدة من أسوأ حلقات الاضطهاد الديني والعرقي التي شهدتها البلاد على الإطلاق عندما دخل ما يسمى بالدولة الإسلامية على السهل في نينوى.

واضاف التقرير، ان مئات الآلاف من المسيحيين والايزيديين والمسلمين المعتدلين الذين لم يشاركوا في تفسير داعش المتطرف للإسلام اضطروا إلى الفرار من منازلهم وقراهم أو دفع ضريبة باهظة هربًا من الموت، وخلال فترة حكم داعش التي امتدت لثلاث سنوات، قتلوا مجموعات واسعة رفضت أو فشلت في الالتزام بقواعدها الصارمة، ونهبت منازل المسيحيين واليزيديين، وأحرقوا هذه المنازل وعددا لا يحصى من الكنائس والأديرة القديمة على الأرض.

واوضح، انه تم تحرير سهل نينوى عام 2017 ومع ذلك، بعد أربع سنوات، يواجه المواطنون والأقليات على وجه الخصوص العديد من الأسئلة نفسها التي كانت لديهم عندما كان داعش لا يزال طليقًا.

ونقل التقرير عن الكاردينال العراقي لويس رافائيل ساكو، بطريرك بابل الكلدان القول، "بعد سنوات من نهاية هذا الكابوس، وبقوة العراقيين وبمساعدة المجتمع الدولي، لا يزال المسيحيون يتذكرون هذه الذكرى بألم ومرارة"، مضيفا ان "القراءة لواقع الوضع، يظهر مخاوف الأقليات ويبحث عن الأمل في التمسك بالأرض والجذور، وحتى بعد مرور سبع سنوات على داعش، لم تختف هذه المخاوف".

واوضح ساكو، "المسيحيون يواجهون الخوف والقلق بشأن المستقبل، لا سيما في مواجهة المؤشرات المشبوهة"، مستشهداً بـ "محاولات التغيير الديموغرافي في مناطقهم وفشل الحكومات المتعاقبة، رغم امتلاكها المال، لمواجهة تدمير من بين هذه المؤشرات"، مؤكدا انه تزال الكنائس والمدارس والمنازل والممتلكات الأخرى في حالة خراب، والبطالة منتشرة، والكثير منهم غير قادرين على توفير الضروريات الأساسية.

وبين ساكو، "لولا الكنيسة التي رافقتهم في تهجيرهم الجسدي والبشري والروحي، وبنت منازلهم، وساعدتهم على عدم فقدان الأمل في المستقبل، لما بقي أي منهم في العراق".

مع استمرار الوضع الراهن بعد ما يقرب من عقد من الزمان، أصدر الكاردينال ساكو نداءً إلى الحكومة المركزية "للنظر بجدية فيما إذا كانت تريد حقًا بقاء المسيحيين والأقليات الأخرى في العراق."

واضاف، إن الحكومة بحاجة إلى إثبات ذلك "من خلال الأفعال وليس الخطب"، وحث القادة العراقيين على إعادة "حقوقهم وممتلكاتهم للأقليات لأنه إذا ظل الوضع على ما هو عليه، فإن مستقبلهم يتجه نحو الهجرة".

وعندما قام البابا فرانسيس بزيارته التاريخية للعراق، وهي المرة الأولى التي يسافر فيها البابا إلى البلاد، كان يُنظر إليها على أنها علامة قوية على الدعم للسكان المسيحيين المحليين، ولحظة أمل عظيمة.

واتخذت الحكومة عدة خطوات مهمة أثناء الرحلة وفي الفترة التي سبقتها لتأكيد المسيحيين والأقليات الأخرى على أهميتهم في نسيج المجتمع العراقي، مثل إعلان عيد الميلاد في كانون الأول (ديسمبر) 2020 عطلة وطنية سنوية.

خلال زيارة البابا فرنسيس، أعلن رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي أن السادس من مارس - وهو اليوم الذي التقى فيه البابا فرنسيس مع رجل الدين الشيعي الكبير آية الله العظمى علي السيستاني - سيكون يوما وطنيا للتسامح والتعايش.

في الأيام التي أعقبت رحلة البابا فرنسيس، صادق الرئيس العراقي برهم صالح على قانون جديد يستفيد منه الناجين الإيزيديين من إبادة داعش الجماعية 2014-2017.

ومع ذلك، على الرغم من التعزيزات التي تمس الحاجة إليها والتي قدمتها رحلة البابا، إلا أن المشكلات الأساسية التي يواجهها مواطنو الأقليات لم تختف، ولا تزال هناك أسئلة صعبة أمام أولئك الذين يتصارعون حول ما إذا كان لديهم مستقبل في العراق، أو ما إذا كان الوقت قد حان للانتقال إلى الخارج.

اضف تعليق