تناول تقرير نشر على موقع نيوز ري الروسي، اليوم السبت، ان حرب الدعاية التي تقودها الصين في كنف الهدوء، بإنشاء مواقع وحسابات لنشر الأخبار المضللة ضد الولايات المتحدة وكل من يخالف الرواية الرسمية للسلطات الصينية.

وقال تقرير مترجم تابعته وكالة النبأ، ان "الغرب في خضم حرب الدعاية التي يخوضها ضد روسيا، تغافل عن قوة أخرى أكثر خطورة كانت تهدده من الناحية الأخرى، وهي جمهورية الصين".

وأضاف التقرير، أن "بكين تمكنت بسرعة من إنشاء شبكة مصادر معلومات قادرة على خوض حرب عصابات إلكترونية، من خلال إغراق شبكات التواصل الاجتماعي بالدعايات التي تروج للصين وتقوض مصداقية كل من يخالف روايتها الرسمية".

وتقوم الصين بتمويل ما لا يقل عن 350 منصة إخبارية إلكترونية، بهدف وحيد هو نشر الأخبار الكاذبة والتشكيك في كل من ينتقد الحزب الشيوعي الحاكم، سواء كان متواجدا في داخل البلاد أو في خارجها، وهو ما كشفت عنه تقارير نشرتها في الثالث من أغسطس/ آب الجاري المنظمة البريطانية غير الحكومية "مركز استقرار المعلومات".

 وبحسب بنجامن ستريك الباحث المشرف على هذه الدراسة، فإن "شبكة المعلومات الصينية لا تقدم خيارات عديدة للمتابعين، حيث أن كل جهودها تنصب في القيام بنفس الخدعة، وهي اختيار هدف وشن هجوم معلوماتي ضده، واتهامه بنشر أخبار كاذبة، سواء تعلق الأمر بأرقام فيروس كورونا أو السياسة الرسمية للسلطات في إقليم شينجيانغ.

أما الهدف الثاني لهذه الهجمات الصينية فهو الولايات المتحدة، ويتم تسليط الضوء على قضايا مثل التمييز العنصري (مع التركيز على المواطنين من أصول آسيوية). إلى جانب حرية شراء الأسلحة، وانتهاكات حقوق الإنسان، وارتفاع عدد ضحايا فيروس كورونا، ومشاكل أخرى يعاني منها المجتمع الأمريكي، يتم تضخيمها من خلال السخرية والتنمر.

وأوضح التقرير، إن "هذه الشبكة السرية الصينية ركزت في الأيام الأخيرة على الانسحاب الأمريكي من أفغانستان، وحاولت تصويره على أنه هزيمة عسكرية لواشنطن. وفي نفس الوقت لوحظ أن أي وسيلة إعلامية في العالم لا تنضبط إلى هذه الرواية، يتم تشويهها واتهامها بأنها جزء من البروباغندا الغربية".

وتابع، أن "المنصات الإلكترونية المشار إليها في هذه الدراسة، وعددها يصل إلى 350 بعضها باللغة الصينية وأخرى بالإنجليزية، تدار كلها من طرف نفس الفريق أو يتم التنسيق بينها في نفس المركز، وهذا يظهر من خلال التشابه الكبير في تصميم الشكل الخارجي لهذه المواقع، إلى جانب المحتوى الذي تنشره، والذي يكون غالبا نصوص قصيرة جدا مع رسوم كاريكاتورية للشخصيات التي تتم مهاجمتها.

ويعتقد الباحثون البريطانيون، أن "المئات من مصادر الدعاية الصينية ترتبط كلها بمنظمة تمت تسميتها بـ تنين الدعايات المموهة. ولاحظ الباحثون أن محتويات كل هذه المواقع تحتوي على نفس التعابير والكلمات، وحتى توقيع الكتاب أحيانا هو نفسه".

وأردف، إن "صانعي هذه الدعايات الصينية يستخدمون حسابات مدارة آليا، بهدف وحيد هو دعم بعضها البعض لاكتساب مصداقية على شبكات التواصل الاجتماعي".

وأشار الكاتب إلى، أن "نجاح الدعايات الصينية لا يعود فقط إلى إغراق شبكات التواصل الاجتماعي بالمعلومات المضللة. إذ أن الحزب الشيوعي الصيني دفع الأموال لوسائل إعلام بارزة في الولايات المتحدة، على مدى سنوات، لنشر مقالات محددة. خلال تلك الفترة لم تكن نيويورك تايمز أو لوس أنجلوس تايمز أو شيكاغو تريبيون أو الواشنطن بوست على علم بأن تلك المقالات كانت تنشر في شكل دعاية مدفوعة الأجر".

وبحسب المعلومات التي ظهرت فإن قراء الوسائل الإعلامية المتورطة في هذا الأمر كانوا يتطلعون على مواد الدعاية التي ينشرها الحزب الشيوعي الصيني، كمقالات رأي، ومن بينها مقالات كانت تصف دونالد ترامب بأنه عنصري وكاره للأجانب.

وخلال السنوات الخمس الماضية، أنفقت بكين حوالي 20 مليون دولار لنشر مواد من هذا النوع، وأنفقت أيضا مئات الآلاف من الدولارات للترويج لمنشورات على منصة تويتر. وأغلب هذه المقالات احتوت على مواد دعائية معادية للولايات المتحدة، تهدف لتكذيب الروايات الأمريكية بشأن ظهور اختراع فيروس كورونا في مختبرات صينية.

اضف تعليق