أثارت التطورات الأخيرة، متمثلة بانطلاق تظاهرات شعبية بسبب تفشي الفساد والمطالبة بالاصلاح الحكومي، الخلافات مجددا بين المكونات الرئيسية الثلاثة للتحالف الوطني، ائتلاف دولة القانون وكتلتي الأحرار والمواطن، مما ينذر بتغيير الخارطة السياسية مع قرب موعد إجراء الانتخابات النيابية المزمع اقامتها العام المقبل.

ولتسليط الضوء على التطورات المستقبلية لرسم سياسة التحالف الوطني في المرحلة الراهنة والقادمة، عقد مركز المستقبل للدراسات الاستراتيجية حلقته النقاشية الشهرية تحت عنوان "مستقبل التحالف الوطني في ضوء متغيرات العملية السياسية بالعراق"، على قاعة جمعية المودة والازدهار بحضور جمع من الباحثين الاكاديميين والسياسيين والاعلاميين وناشطين مدنيين.

حيث ادار الحلقة النقاشية الباحث في مركز المستقبل للدراسات الاستراتيجية الدكتور قحطان حسين مرحبا بالضيوف الباحثين والاعلاميين، بادئا حديثه بمقدمة عن التحالفات السياسية والاليات التي تشكلت على ضوئها، والسياسة التي ترسمها التحالفات ومدى تطبيق هذه السياسات بعد تشكيل التحالفات، تاركا الحديث امام صاحب الورقة النقاشية.

من جانبه أوضح استاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد، الدكتور احمد الميالي خلال فتحه ملف التحالفات وسياساتها، الى ان الدولة اليوم تعاني من ازمة حقيقية نتيجة عجز النظام السياسي وتفشي الاحساس بعدم الرغبة في العيش المشترك بين مكونات المجتمع.

مشيرا الى ان التحالف الوطني بصفته كجزء من النظام السياسي – الحزبي في العراق يتحمل التحديات الكبرى التي تواجه البلد كونه الكتلة السياسية الاكبر وفق الاستحقاقات الاجتماعية والانتخابية والدستورية.

محتملا بثلاثة احتمالات لمستقبلية التحالف الوطني، منها مناقشة تفكك وانشطار التحالف، ومناقشة جعل وضع متوازن لبقاء التحالف الوطني على ما هو عليه، وامكانية اندماج التحالف الوطني مع تحالفات اخرى مما سيشكل طفرة نوعية اكثر نحو المزيد من الاصطفاف الوطني.

بعد ذلك فتح مدير الجلسة النقاشية الباب امام الحاضرين ليشاركوا بمداخلاتهم وطرح اسئلتهم واشكالياتهم التي اجاب عنها بوضوح تام صاحب الورقة النقاشية.

يذكر إن مركز المستقبل للدراسات الاستراتيجية احد المراكز التي تعنى بالأوضاع السياسية العالمية والمحلية من خلال استشراف وتحليل المواقف والأحداث بشكل مهني علمي بعيدا عن الحدية والتطرف والانحياز.

اضف تعليق