أعلنت وسائل الإعلام الإسرائيلية وفاة الرئيس الأسبق لبرنامج الفضاء الإسرائيلي "آفي هار إيفن"، عن عمر يناهز 84 عامًا، وذلك بعد أقل من شهر من إعلان إصابته بحروق واختناق ونقله إلى مركز رمبام الطبي في حيفا لتلقي العلاج.

وكان يائير كراوس، الصحافي الإسرائيلي المتخصص في شؤون الصحة الإسرائيلية، نقلَ خبر إصابة هار إيفن بعد إضرام النيران يوم 11 مايو (أيار) 2021 في فندق "الأفندي" في مدينة عكا، وهو الفندق الذي كان هار إيفن مستأجرًا فيه آنذاك، وبعد الإصابة تدهورت حالته الصحية وأودع في العناية المركزة موصولًا بجهاز التنفس الاصطناعي.

فمن يكون آفي هار إيفن؟ وما أهمية أعماله العلمية والعسكرية، التي نالَ بسببها "جائزة الدفاع الإسرائيلية"، المخصّصة لتكريم أصحاب الدور الكبير في تعزيز أمن إسرائيل ومنظوماتها الدفاعية.

شهدت مدينتا عكا واللد في الداخل المحتل مواجهات بين قوات الاحتلال الإسرائيلي وفلسطينيي الداخل أثناء احتجاجهم على العدوان الإسرائيلي على المسجد الأقصى وحي الشيخ جراح في مايو الماضي.

وفي عكا، أضرمَ المحتجّون الفلسطينيون النار في فندقين أحدهما الفندق الذي تواجد فيه هار إيفن، ولم يكن المصاب الوحيد، بل أصيب آخرون ونجت زوجته التي أقامت معه في الفندق.

وجاءت احتجاجات فلسطينيي الداخل لمساندة سكّان حي الشيخ جراح المُهدّد بالتهجير القسري، وللاحتجاج على الاعتداءات الإسرائيلية ضد المصلين في المسجد الأقصى، وكانت المحاكم الإسرائيلية أصدرت قرارًا بأحقية مستوطنين يهود في الاستيلاء على عدد من منازل حي الشيخ جراح في القدس مع طرد سكان هذه البيوت، وهو ما رفضه أهل الحي فردت عليهم قوات الاحتلال بالتصعيد، ثم اندلعت المعركة الأخيرة المعروفة باسم معركة "سيف القدس". وبعدما ردّ المقاومة الفلسطينية من قطاع غزّة، بدأ العدوان الإسرائيلي على القطاع بضربات لتدمير البنية التحتية وقصف الأبراج السكنية.

ولد آفي هار إيفن في رومانيا عام 1939، باسم آبا هارتستين، ولكنه غيّر اسمه عندما ذهب في مهمة عسكرية خلال خدمته في الجيش الإسرائيلي.

تخرج هار إيفن من ثانوية رحافيا في القدس المحتلّة، والتحق بالخدمة في سلاح المدفعية في جيش الاحتلال الإسرائيلي، وأصبح ضابطًا في الكتيبتين "402" و"404"، وفي عام 1959 تابع دراسة الهندسة الكهربائية، وعادَ ضابطًا يرأس تطوير أبحاث المدفعية، وفقًا لصحيفة "جيروزاليم بوست".

التحق هار إيفن بالدفاع الجوي في الستينات وصارَ رئيسًا لقسم البحث والتطوير في هيئة الأركان العامة، ورئيس قسم الإجراءات الخاصة في وزارة الجيش، وعملَ قائدًا لبطارية منظومة صواريخ "هوك" الدفاعية، بالقرب من منشأة ديمونة النووية.

واتجه هار إيفن عامَ 1965 لدولة أوغندا، ليُشارك في تأسيس منظومتها الدفاعية الجوية، ثم شاركَ في تأسيس وحدة باسم "ميتال" في جيش الاحتلال، تُشرف على بحث وتطوير منظومات دفاعية، ثمّ صار عام 1979 رئيسًا لبحث وتطوير الأسلحة في الجيش الإسرائيلي وإدخال الحديث منها.

وفي 1982 بدأ العمل في شركة صناعات الفضاء الإسرائيلية، ثم ترأس وكالة الفضاء الإسرائيلية تسعة أعوام، منذ 1995 وحتى 2004، وعملَ على تطويرها بتوسيع علاقاتها الدولية بالتشارك مع وكالات فضاء أخرى، بما في ذلك وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا"، ووكالات الفضاء الفرنسية والألمانية والهندية، ويقولُ خبراء إسرائيليون عن جهوده هذه بأنها سمحت للوكالة الإسرائيلية بالتموضع في السوق العالمي بشكل أفضل، وساعد إسرائيل في أن تصبح قوّةً فضائية من الناحية العسكرية والعلمية.

ومنذ عام 2008 عملَ باحثًا أول في مركز "بيجن – السادات" للدراسات الإستراتيجية، وهو أحدُ أهم المراكز البحثية الإسرائيلية.

ومن الجدير بالذكر أنّ ابنه اللواء يوآف هار إيف يشغلُ حاليًا منصب الرئيس التنفيذي لشركة رافائيل الإسرائيلية المتخصصة في تصنيع السلاح، وهي الشركة التي صنّعت منظومة الدفاع الإسرائيلية المعروفة بـ"القبة الحديدية"، وطوّرتها بالتعاون مع شركة صناعات الفضاء الإسرائيلية، التي ترأس والده البحث والتطوير فيها سابقًا.

المصدر: ساسة بوست

اضف تعليق