قال قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال كينيث ماكنزي إن واشنطن تراقب "عن كثب" تحركات الفصائل المعادية لها القريبة من أماكن وجود قوات التحالف الدولي في سوريا، معتبراً أنه "من الواضح" أن الصين وروسيا تسعيان إلى "نفوذ أكبر وعلاقات أقوى مع دول المنطقة، حيث تحاول كلتا الدولتين استغلال أي تراجع محسوس في انخراط الولايات المتحدة لإقامة علاقات انتهازية وتعزيزها".

وذكر ماكنزي في تصريحات خلال مؤتمر صحافي عبر الهاتف أمس الإثنين، أن القوات الأميركية والتحالف الدولي يراقبان النشاطات الإيرانية "طيلة الوقت مع احتمال مهاجمتنا أو مهاجمة أصدقائنا العراقيين".

وأوضح دون الخوض في مزيد من التفاصيل أنه "نتتبع كل هذه الأشياء عن كثب ونحن دائماً قلقون بشأن التحركات من هذا النوع، لكنني سأتوقّف هنا".

وخلال إحاطته، أشار ماكنزي إلى أن من أولويات واشنطن في سورية والمنطقة "ردع أنشطة إيران المزعزعة للاستقرار، والتي تظل أكبر تهديد للاستقرار في الشرق الأوسط" حسب قوله.

وقال: "أعتقد أن موقفنا في المنطقة كان له تأثير رادع على إيران وجعل من الصعب عليهم أن ينكروا دورهم في الأنشطة التي يقومون بها".

وأضاف "لقد أنجزنا ذلك من خلال وضعنا العسكري القوي الذي يشمل السفن والقوة الجوية وقدرات الدفاع الصاروخي الباليستي، وثمّة إضافة إلى ذلك طبعاً أشياء كثيرة نقوم بها بالتنسيق مع أصدقائنا في المنطقة، من شأنها أن تسهم في تحقيق هذه الغاية أيضاً".

ولم يُخف ماكنزي أن مهمة واشنطن أمام الواقع الحالي صعبة، إذ أكد أنه "على الرغم من العديد من الصعوبات، لا تزال الولايات المتحدة في وضع جيد مع العديد من شركائها وحلفائها في المنطقة".

وفي معرض إجابته عن أسئلة الصحافيين، ربط الجنرال الأميركي وجود الولايات المتحدة في سوريا بعامل آخر، وهو تنظيم "داعش" ونشاط خلاياه على الرغم من هزيمته، وقال: "وجودنا في سوريا مرتبط بشكل مباشر بالقضاء على داعش، وهذا مهمّ لأن التنظيم لا يزال لديه تطلعات لمهاجمة الولايات المتحدة، وطننا، وأوطان حلفائنا. وما وجدناه هو أن الضغط المباشر عليهم جعل من الصعب عليهم التخطيط لمثل ذلك".

وحول مهمة بلاده في العراق، عدّ ماكنزي أن "القوات الأميركية موجودة في العراق بناء على دعوة من حكومة العراق، ويبقى هدفنا الأساسي التركيز على استكمال تدمير داعش بشكل نهائي".

ورأى الجنرال الأميركي أن بلاده تحقق "تقدماً"، مبيناً أن "قوات الأمن العراقية تتحسّن. وفي الحقيقة، نحن لا نجري عمليات قتالية في العراق الآن. يقوم العراقيون بتنفيذ تلك العمليات القتالية وقواتنا موجودة إلى حد كبير في دور التدريب والمشورة، وهي بالضبط الطريقة التي نريد أن تتطور حملة مكافحة داعش إليها".

وتابع: "نحن نشهد ضغوطاً من الجماعات المسلحة التابعة لإيران التي تريد إخراجنا من العراق، وآخر مظاهر ذلك هو استخدام أنظمة جوية صغيرة بدون طيار، أو طائرات بدون طيار. بعضها صغير جداً، وبعضها أكبر قليلاً – وكلها يمكن أن تكون مميتة للغاية. وهم يلجؤون إلى هذا الأسلوب لأنهم لم يتمكنوا من إجبار حكومة العراق على أن تطلب منا الرحيل".

ووصف ماكينزي أن هذا التوجه "مقلق للغاية بالنسبة لي. ولكن كما هو الحال دائماً، لدينا مجموعة متنوعة من الإجراءات التي يمكننا بواسطتها الدفاع عن أنفسنا، ومع ذلك – كما هو الحال في أفغانستان – فإن المسؤولية الأساسية للدفاع عنا – للدفاع عن قواتنا وشركائنا في الناتو وكل من يوجد هناك – إنما تقع بشكل أساسي على عاتق حكومة العراق. وقد فعلوا عدداً من الأشياء التي كانت مفيدة جداً لتقليل التهديد".

لكن الجنرال الأميركي عقّب بأن "هذا التهديد مثير للقلق وسنتخذ أي إجراءات ضرورية للدفاع عن أنفسنا".

اضف تعليق