أعلن المجلس المحلي لناحية سفوان في محافظة البصرة، اليوم الثلاثاء، أن هيئة وقاية المزروعات قامت بالتعاون مع السلطات المحلية بحرق 600 نخلة من نوع "البرحي" مغروسة في بستان يقع في منطقة حدودية متاخمة للأراضي الكويتية، وذلك لمنع انتشار آفة زراعية خطيرة تم تشخيصها في البستان للمرة الأولى على مستوى العراق.

وقال رئيس المجلس مناضل الجوراني في حديث صحفي، إن "الهيئة العامة لوقاية المزروعات قامت بالتعاون مع السلطات المحلية في قضاء الزبير بحرق ودفن 600 نخلة من نوع البرحي توجد في بستان يقع في منطقة حدودية ضمن ناحية سفوان"، مبينا أن "الأشجار تم التخلص منها كإجراء وقائي يهدف الى منع انتشار حشرة السوسة الحمراء المهلكة للنخيل، والتي أصبح البستان موبوءا بها، في حين لم تسجل إصابة أخرى بهذه الآفة في أي منطقة أخرى من العراق".

زراعة البصرة تعلن احراز تقدم في مكافحة "السوسة الحمراء" بعد دخولها العراق للمرة الأولى

وأضاف الجوراني أن "صاحب البستان وافق على حرق وطمر النخيل بشرط تعويضه بفسائل من نفس النوعية"، لافتا الى أن "وزارة الزراعة تعهدت بتعويض صاحب البستان بفسائل من أصناف ممتازة بدل النخيل الذي تم التخلص منه".

وكانت مديرية زراعة البصرة أعلنت، في (2 تشرين الثاني 2015)، عن تسجيل أول حالة إصابة بحشرة السوسة الحمراء داخل بستان في ناحية سفوان التابعة إداريا لقضاء الزبير، ورجحت في حينها انتقال الحشرة من دولة الكويت باعتبارها قادرة على الطيران لمسافة تصل الى 1200 م، في حين أن البستان لا يبعد أكثر من 3 كم عن الأراضي الكويتية.

وفي (19 تشرين الثاني 2015) عقدت نقابة المهندسين الزراعيين مؤتمرا تباحث المشاركون فيه بشأن كيفية معالجة حالة الإصابة التي تم تسجيلها ومنع انتشار الآفة في المحافظة، وقال في حينها مدير مركز أبحاث النخيل في جامعة البصرة د. محمد حمزة إن "في حال انتشار الحشرة فإن أشجار النخيل في المحافظة سوف تواجه كارثة".

يشار الى أن السوسة الحمراء تعد أخطر عدو للنخيل، وقد اكتسبت اسمها من لونها البني المائل الى الاحمرار، كما تعرف باسم "سرطان النخيل"، وهي نوع من الخنافس ذات الخطم، ويبلغ طولها عند نضوجها نحو 4 سم وعرضها لا يزيد عن 1 سم، وتعد الهند موطنها الأصلي، لكنها انتشرت خلال النصف الثاني من القرن الماضي في الكثير من الدول، وقد سجلت السعودية أول إصابة بالحشرة مطلع عام 1987، ثم ظهرت الحشرة في دول خليجية أخرى منها دولة الكويت المجاورة لمحافظة البصرة، وبحسب خبراء ومختصين فإن خطورة الحشرة تكمن في صعوبة اكتشافها لأنها تقضي معظم دورة حياتها داخل جذوع النخيل، ولنفس السبب تصعب مكافحتها باستخدام المبيدات التقليدية.

يذكر أن محافظة البصرة كانت حتى عهد قريب تحتوي على 140 صنفا من النخيل من أصل 650 صنفا في جميع المحافظات العراقية، لكن زراعة النخيل شهدت خلال العقود الثلاثة الماضية تدهورا كبيرا، حيث تراجعت أعداد النخيل من 33 مليونا مطلع العقد الثامن من القرن الماضي إلى أقل من ثلاثة ملايين خلال المرحلة الحالية، والكثير من أشجار النخيل القائمة لم تعد مثمرة لقدمها، وكذلك لتضررها من جراء الحروب المتكررة، والآفات الزراعية، وظواهر الجفاف وملوحة المياه، إضافة الى موجات الحر التي عصفت بالواقع الزراعي في الأعوام الأخيرة، وقد انعكس هذا الحال سلبا على تجارة التمور، بحيث أصبحت البصرة من المحافظات المستوردة للتمور من إيران والكويت والسعودية ومصر بعد أن كانت المحافظة أكبر منتج ومصدر على مستوى العالم لأجود أنواع التمور، ومنها البرحي، الحلاوي، الخضراوي، الساير، البريم.

 

اضف تعليق