شاع مصطلح "مصائد العسل" من قِبل الروائيين، في حقبة الحرب الباردة، الذين كتبوا عن العميلات الروسيات اللاتي أغرَين الرجال الغربيين. لكن الجنس لا يزال يستخدم لسرقة الأسرار في الحروب الباردة والساخنة هذه الأيام.

يقول الباحث في الشأن الأمني علي الطالقاني، انه "في الآونة الأخيرة ظهرت الكثير من حالات الاستدراج والابتزاز، في محاولة للإيقاع بالآخر أو التحكم به لأغراض معينة". مبينا ان "تاريخ هذا التكتيك يعتبر قديمًا وشواهده كثيرة وخطيرة، فن تتقنه الجهات التي تستخدم أساليب قذرة".

وأضاف "يمارس هذا الدور النساء المجندات أو ما يطلق عليهن (السنونوات) أو (مصائد العسل) وهذا ما تناولته القصص المتعلقة بشؤون الحرب والروايات العالمية. وتظهر الأحداث المليئة بالجميلات والمتفانيات اللواتي يولدن علاقات رومانسية لطيفة وبذكاء في تعدد المهام والاستفادة من الموارد العاطفية المختلفة".

ويوضح الطالقاني، "يعملن من خلال وضع أنفسهن على مقربة من الرجل وعادة ما يكون الضحية هم أولئك المتزوجون، وفي حالات نادرة تكون النساء ضحايا أيضا والغاية هو جعل الهدف في وضع مساومة، وعادة يتم ذلك عبر استخدام أساليب تقليدية وأخرى حديثة منها التصوير أو التسجيل والقرصنة والاستغلال الإلكتروني، وتبدأ الفخاخ عادة بعرض حملة سياسية أو مساعدة ما، وتتضخم العلاقات لاحقا".

ويكشف كتاب الموساد لمايكل بار زوهار ونسيم مشعل، مشاركة عدة نساء في عملية فيينا لكشف الأسرار النووية السورية عام 2007. فمن بين الأنشطة التي قامت بها الجاسوسات خداع رئيس الطاقة الذرية السوري للتخلي عن مفتاح غرفته بالفندق حتى يمكن نسخه وإغرائه بعيدًا عن الفندق بينما تمكن عملاء آخرون من الوصول إلى غرفته وجهاز الكمبيوتر الخاص به.

ويشير الطالقاني الى ان "السنونوات منهن يتم تجنيدهن بصورة مباشرة وغير مباشرة من خلال التوريط في محاولة لاستغلال الانوثة والموهوبة خصوصا عندما يكن بارعات في حيلهن وعندما يتمتعن بقدرة عالية على الصداقة وقراءة الضحية ودوافعه ونقاط ضعفه".

وتظهر القصص والتقارير أن الرجال لا يزالون يشغلون أغلب الوظائف القوية في أوروبا مثلا؛ خصوصاً في الدوائر الأمنية، حيث قالت دبلوماسية من الاتحاد الأوروبي تتعامل مع الملفات السرية: "لا أعرف لماذا يكون الرجال أضعف؟ ربما لأن الرجال يقعون أكثر في مصيدة العسل".

اضف تعليق