قالت وكالة "سانا: للأنباء إن قافلة تضم 35 شاحنة تحمل مساعدات إنسانية دخلت اليوم منطقة معضمية الشام المحاصرة بضواحي دمشق.

وقال الهلال الأحمر العربي السوري في وقت سابق إن ما لا يقل عن 100 شاحنة مساعدات تستعد للانطلاق من دمشق إلى مناطق محاصرة في أحدث عمليات لتوصيل مساعدات إلى سكان محاصرين.

وفي وقت سابق اليوم، أفيد ان قافلة مساعدات ضخمة تستعد لدخول مناطق عدة محاصرة في سوريا برعاية الامم المتحدة، بعد ساعات على توجيه دمشق انتقادات الى الموفد الاممي الى سوريا ستافان دي ميستورا وتشكيكها بمصداقيته.

ويأتي ذلك وسط تزايد الشكوك بامكانية تنفيذ اتفاق وقف الاعمال العدائية في سوريا الاسبوع الحالي مع اشتداد حدة القتال في مناطق عدة في البلاد، وخصوصا في محافظة حلب شمالاً.

وذكر مصدر في الهلال الاحمر السوري لوكالة فرانس برس ان قافلة متجهة الى بلدتي الفوعة وكفريا المحاصرتين من الفصائل المقاتلة المسلحة الارهابية في محافظة ادلب (شمال غرب)، انطلقت حوالى الساعة الحادية عشرة من حماة في وسط البلاد.

وستنطلق القوافل الأخرى المتّجهة الى ريف دمشق حيث المناطق المحاصرة من قوات النظام القريبة من العاصمة، في وقت لاحق من دمشق.

وأشارت الى وجود اكثر من 25 متطوعاً من الهلال الاحمر السوري بالقرب من سيارة اسعاف وخمس سيارات تابعة للهلال الاحمر، ينتظرون مرافقة قافلة المساعدات.

وكان الهلال الاحمر السوري افاد صباحا ان قافلة من حوالى مئة شاحنة تستعد للدخول الى مناطق محاصرة.

وقال عضو الفريق الاعلامي في الهلال الاحمر مهند الاسدي لفرانس برس ان الشاحنات محملة ب"اغذية عالية الطاقة وحصص غذائية وطحين وادوية متنوعة".

وستتوزع الشاحنات، "عشرون منها على كفريا والفوعة وحوالى 35 على مضايا والزبداني (ريف دمشق) ونحو 40 الى معضمية الشام" قرب العاصمة.

واعلنت الامم المتحدة الاثنين بعد لقاء بين دي ميستورا ووزير الخارجية السوري وليد المعلم، ان الحكومة السورية وافقت على دخول مساعدات الى سبع مناطق محاصرة، هي: دير الزور (شرق) والفوعة وكفريا ومضايا والزبداني ومعضمية الشام وكفر بطنا في ريف دمشق.

وتخضع مدينة دير الزور لحصار من جانب تنظيم داعش, ولم تحدّد الامم المتحدة كيفية الوصول اليها. وقامت طائرات روسية خلال الاسابيع الماضية بإلقاء مساعدات للسكان المحاصرين فيها من الجو.

وتحوّلت سياسة الحصار خلال سنوات النزاع السوري الى سلاح حرب رئيسي تستخدمه الأطراف المتنازعة، اذ يعيش حاليا وفق الامم المتحدة 486700 شخص في مناطق يحاصرها الجيش السوري او الفصائل المقاتلة او تنظيم #داعش، فيما يبلغ عدد السكان الذين يعيشون في مناطق "يصعب الوصول" اليها 4,6 ملايين.

ويشكّل دخول مساعدات اليوم الى المناطق المحاصرة "اختبارا" للحكومة السورية، بحسب ما ذكر دي ميستورا، ما استدعى ردا قويا عليه من وزارة الخارجية السورية.

وقال مسؤول في وزارة الخارجية ان "الحكومة السورية لا تسمح (...) لستافان دي ميستورا ولا لأي كان أن يتحدث عن اختبار جدية سورية في أي موضوع كان"، مضيفا "لسنا بانتظار أحد ان يذكرنا بواجباتنا تجاه شعبنا"، مضيفاً "الحقيقة ان الحكومة السورية هي التي باتت بحاجة لاختبار صدقية المبعوث الأممي".

وقام دي ميستورا بزيارة مفاجئة الى دمشق الاثنين لبحث نتائج اجتماع ميونيخ الذي ضم الدول الخمس الاعضاء في مجلس الامن وتركيا ودولا عربية. واتفق المجتمعون على ضرورة الاسراع في ايصال المساعدات الانسانية الى المدنيين المحاصرين في سوريا، وعلى وقف الاعمال العدائية خلال اسبوع يفترض ان ينتهي الجمعة.

ونقلت صحيفة "الوطن" القريبة من الحكومة السورية اليوم ان "زيارة دي ميستورا لم تحمل أي جديد"، بل انها "قد تكون إعلامية فقط ومن أجل الإعلان عن إطلاق قوافل المساعدات اليوم، في حين أن هذه القوافل لم تتوقف منذ أشهر".

وقالت الصحيفة ان "زيارة دي ميستورا لم تحمل أي جديد حتى في الحديث عن وقف الأعمال العدائية، ولم يكن لديه أي تصور حول كيفية وآلية تحقيق ذلك".

وشككت الولايات المتحدة الثلاثاء بإمكان تطبيق وقف الاعمال العدائية هذا الاسبوع.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية مارتك تونر "لا اريد ان اقول بشكل حاسم انه" بحلول الموعد المحدد اي الخميس او الجمعة "سيكون هناك وقف للاعمال العدائية، ولكن نحن نعول على انه سيتم احراز تقدم"، مضيفاً "نحن حازمون بهذا الشأن: يجب ان يحصل تقدم باتجاه وقف الاعمال العدائية خلال الايام المقبلة".

ويأتي موقف واشنطن بعد أربعة أيام على ارتفاع حدة القتال في محافظة حلب في شمال سوريا، خصوصاً مع تحرك انقرة عسكريا ضد المقاتلين الاكراد الذين يحققون تقدما بالقرب من حدودها على حساب الفصائل الاسلامية والمقاتلة التي تدعمها.

وبدأت المدفعية التركية منذ خمسة ايام تقصف مواقع قوات سوريا الديموقراطية، التحالف العربي الكردي المدعوم من واشنطن، في ريف حلب الشمالي من دون ان تنجح في منع تقدمه الى مدينة تل رفعت، احد اهم معاقل الفصائل في المنطقة.

وحثت تركيا حلفاءها على التدخل العسكري البري في سوريا، ما يزيد من تعقيدات النزاع. واقترحت مرة جديدة اقامة "منطقة آمنة" في الاراضي السورية لتشمل هذه المرة مدينة اعزاز القريبة من حدودها.

اضف تعليق