قال رئيس الوزراء حيدر العبادي اليوم الخميس, الذي يزور المانيا حاليا ان انفصال اقليم كردستان ليس من مصلحة الاقليم والعراق, عاداً "اجراء استفتاء غير ملزم للانفصال بانه "استخفاف بمواطني كردستان وآرائهم".

وذكر العبادي خلال مؤتمر صحفي مشترك مع المستشارة الالمانية انجيلا ميركل ان "اقليم كردستان جزء من العراق ونتمنى ان تبقى كذلك والتجزئة ليس في صالح احد واوروبا تزداد في وحدتها وتعاونها وازالة الحدود بينها ونحن نلجأ الى التجزئة، لا اتصور ذلك صحيحا وان كل القيادات في الاقليم التي التقى معها تؤكد انها لا تريد ان تنفصل ولا ترى مصلحة للإقليم ان ينفصل".

وقال العبادي "أنا ادعو بشكل شفاف وواضح بان لا داع لهذا الاستفتاء واذا كان الاستفتاء كما يقولون لا يُلتزم به فلماذا نقوم به؟ فيأخذون رأي الناس ولا يعملون به، واذا كانت هناك رؤية للساسة في الاقليم وغير الاقليم بان انفصال الاقليم ليس في مصلحة الاقليم وهذا رأيي وقادة في الاقليم فلماذا ندفع باتجاه معين هو ليس في مصلحة السكان؟!". وأضاف ان "القائد الحقيقي يصارح الناس بحقيقة امر بمصلحتهم لا ان يقول شيئا ويفعل شيئاً آخر وادعو القادة في الاقليم بان يصارحوا سكان الاقليم بهذه الحقيقة".

وأكد العبادي ان "اقليم كردستان لن يتطور بدون العراق والعراق يحتاج الى ان يكون موحدا بكل مكوناته وهو يفتخر بان يكون من مكوناته الكرد بالإضافة الى المكونات الاخرى وعلينا ان نبقى في العراق الموحد ونحن نسعى في هذا الاتجاه ونتعاون به واتصور بان استفتاء بدون نتيجة يمكن ان ينظر له شعبيا على انه استخفاف بآراء الناس".

وأبدى رئيس الوزراء استغرابه من عدم دفع الاقليم لرواتب قوات البيشمركة قائلا ان "اقليم كردستان يستلم نفس نسبة النفط في العراق"، مبينا ان "الاقليم يصدر 612 الف برميل في اليوم ويمثل 15% من الناتج النفطي في العراق بشكل عام ولكن نتصور ان الامر يحتاج الى وضوح أكثر في موازنة الاقليم وانا لا افهم لماذا لا تُدفع رواتب البيشمركة؟!".

وأضاف "استغرب بعدم اعطاء رواتب في كردستان لان النفط الذي يسلم من الحكومة الى الاقليم يمثل مالا وهذا يجب ان ينعكس على الاقليم", داعيا الى "مزيد من الشفافية في اقليم كردستان ويكون له دور في مراقبة الموارد المالية في الاقليم وتوزيع هذه الموارد وان تشترك الكتل السياسية في الاقليم من خلال عملية سياسية صحيحة ومن خلال الديمقراطية وان يكون هناك تحفيز للاقتصاد فنحن في مركب واحد في العراق وأي خلل في جزء منه يؤثر على الجزء الاخر ولهذا نحتاج الى تعاون".

وأشار العبادي الى ان "رئيس حكومة الاقليم زارنا في بغداد قبل ايام وتحدثنا بهذه المواضيع", مشددا "يجب ان تكون لدينا رؤية موحدة في مسألة الاصلاح الاقتصادي ولا يجوز ان يبقى الاحتكار لجزء من المجتمع دون الاخر وعلينا التعاون مع المواطنين ويجب ان يرى المواطن تقدما في الاقتصاد ونحن قادرون على ذلك ومستعدون للعمل بذلك".

وأكد ان "الاصلاحات أمر أساسي ولكن لا يمكن ان تنجح الا ان تطبق على كل العراق ولهذا لدينا تعاون وطيد مع المحافظات ونأمل ان يكون أقرب مع اقليم كردستان للسير بهذا الاتجاه", موضحا ان "حكومتنا تؤمن بالإدارة اللامركزية ونقلنا الكثير من الصلاحيات للمحافظات ونريد نقل اخرى، لذا في تصوري اذا تعاونا مع الاقليم والمحافظات فيمكن احداث نقلة نوعية".

وأفاد رئيس الوزراء بان "جمهورنا اليوم يجب ان تكون له ثقة بالنظام السياسي الذي يديره وجزء من هذه الثقة تم الطعن بها بسبب عدم الشفافية ومحاربة الفساد بشكل فاعل، ونحن دعونا الى محاربة الفساد وشكلنا لجنة عليا لذلك وللأسف هناك محاصصة على اساس الفساد لكن يبقى الفساد يمثل من يقوم به ولا ينتمي الى مذهب او قومية".

واشار العبادي الى العلاقات العراقية الالمانية وأهمية التعاون بين البلدين بمختلف المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية", وقال ان "علاقاتنا التاريخية بين العراق والمانيا نعتز بها ونقوم بخطة واسعة اقتصادية لتوفير فرص عمل أكثر للمواطنين في ظل انخفاض اسعار النفط التي نعتمد عليها 90%، ولدينا مشروع وخطط لتمويل القطاع الخاص بالتعاون مع البنك المركزي العراقي وخصصنا أكثر من 6 تريليون دينار للمشاريع الصغيرة وايجاد فرص عمل للشباب".

وأضاف "كما نتطلع للاستثمار مع المانيا وتطوير الاقتصاد وهذا ما عرضناه اليوم ويمكن ان تقدم مجموعة الدول السبع الكثير للعراق بهذا الصدد", وبين رئيس الوزراء ان "هبوط أسعار النفط التي وصلت إيراداتها في العراق الى 15% للموازنة وهذا يوجب علينا ان نستغل الانخفاض لتنويع الاقتصاد واصلاحه بشكل شامل ولدينا طموح وخطة في العراق لذلك ويمكن الدول السبع جعلها حقيقية للخروج من الازمة".

وتابع "كما لدينا مساهمات بالمحافظات الامنة ونشكر المانيا على توفير قرض 500 مليون يورو الذي سيخصص لإعادة اعمار المناطق المحررة ودعم النازحين وتحفيز الاقتصاد العراقي".

اضف تعليق