بعد أن أصبح العراق على أعتاب إنهيار إقتصادي لإنخفاض أسعار النفط وتزايد إنفاق الحرب على داعش ولا زالت الحكومة عاجزة عن إكمال مشاريعها بسبب عجز الموازنة وسط توقعات إنتقال الإقتصاد من مرحلة الإنكماش الى الكساد خلال العام الحالي.

وضمن أماسيه الإسبوعية عقد مركز الفرات للتنمية والدراسات الإستراتيجية الإثنين, في قاعة المؤتمرات بجمعية المودّة والإزدهار حلقة نقاشية بعنوان "آليات تنويع الموارد المالية بالعراق في ظل إنخفاض أسعار النفط" بمشاركة نخبة من الإقتصاديين والباحثين والأكاديميين والمهتمين بالشأن الإقتصادي وإعلاميين.

أدار الحلقة التدريسي في جامعة كربلاء الدكتور حيدر حسين آل طعمة مستضيفاً فيها التدريسيّين في كلية الإدارة والإقتصاد بجامعة كربلاء الدكتور محمد ناجي محمد والدكتور سرمد عبد الجبار الخير الله لمناقشة ورقتيهما وأهم الأسباب التي أدّت الى التدهور المستمر في إقتصاد البلد مع دخول موجة هبوط النفط عامها الثاني.

الدكتور محمد خلال ورقته البحثية بيّن "إن الإقتصاد العراقي اليوم بحاجة الى رؤوس أموال عالية فيجب تطوير القطاع النفطي بالدرجة الأساس من خلال زيادة الإنتاج النفطي وهذا ما تخطّط له الحكومة الآن وعلى مدى سنتين قادمتين بإنتاج ستة مليون برميل ولكن المؤشرات تشير عكس ذلك لإن الأوضاع الحالية التي يمر بها البلد وخصوصاً في ظل حربه مع تنظيم داعش الإرهابي يسبّب عجز بالموازنة وبالتالي يسبّب ضعف في رؤوس الأموال التي من شأنها أن تنهض بالقطاع النفطي والقطاعات الإقتصادية الأخرى", مؤكداً "يجب إستثمار جميع الموارد وبشكل أمثل لكي نزيد من إنتاج النفط وتحقيق إيرادات عالية وإن حدث إنخفاض في إيرادات النفط هذا من جانب ، من جانب آخر الإعتماد على الغاز الطبيعي والذي بدأت تلتجأ الحكومة بعد سنوات الى الإستثمار فيه بسبب إحتياجه رؤوس أموال قليلة ولكن يحقّق إيرادات عالية جداً".

من جانبه وضّح الخير الله في ورقته البحثية "حتى نخرج من هذه الأزمة المالية التي يمر بها البلد وبصورة مستعجلة يجب إستثمار الواردات مع وجود الإمكانيات الوطنية كالعقارات والجبايات والتعرفة الكمركية وإيرادات الدوائر الحكومية", مضيفاً "للخروج من الأزمة المالية والنهوض بالقطاع الصناعي ينبغي التريّث بعملية الإصلاح الإقتصادي والنظر الى عدم أخذ القرارات والإجراءات المستعجلة والأخذ بنظر الإعتبار بالخطوة الثانية وهي إتخاذ الإجراء الصحيح بإتباع سياسات الإصلاح الإقتصادي".

هذا وقد أجاب الباحثان على مداخلات وإستفسارات وأسئلة الحضور وخرجت الحلقة بالعديد من التوصيات أهمها ضرورة تنويع مصادر الموازنة العامة وإستثمار جميع الموارد وزيادة إنتاج النفط لتحقيق إيرادات عالية والإعتماد على التروات الطبيعية الأخرى للبلد كالغاز الطبيعي والفوسفات وغيرها.

وفي ختام الحلقة قدّم رئيس المركز الدكتور خالد العرداوي شهادة شكر وتقدير لكلا الباحثين لجهدهما الكبيرين في إثراء الأمسية بالمعلومات والإطروحات الإقتصادية والحلول الناجعة.

اضف تعليق