حذر حمد جاسم الخزرجي الباحث في مركز الفرات للتنمية والدراسات الإستراتيجية، من ان انفجار المساجد الشيعية في المنطقة الشرقية من السعودية "القطيف" ذات الأغلبية الشيعية، والذي راح ضحيته العشرات بين شهيد وجريح، وتبنى تنظيم داعش الإرهابي هذه العملية، وحسب بيان التنظيم فان الهدف منها هو طرد الشيعة من جزيرة العرب، هو مؤشر على دخول السعودية في مرحلة التقسيم على اساس مذهبي، خاصة وان تنظيم داعش ذو الافكار المتطرفة والمرتبطة اصلا بالوهابية، اعلن انه يعتزم اقامة خلافة اسلامية وان مكة والمدينة ضمن هذه الدولة بل العاصمة القادمة للدولة الاسلامية المزعومة.

ويرى الباحث ان هناك اسباب عدة تقود للتقسيم ومنها، محاولة التنظيم ان تكون مكة والمدينة عاصمة لهم لزيادة شعبية التنظيم، ودعم مشروعهم التوسعي، أن هدف "داعش" الحقيقي هو مكة والمدينة وليس بيت المقدس، وأن خلافتهم لا تقوم بدون الحرمين، ومنها سياسة حكم ال سعود الطائفية والاقصائية، وعدم الاعتراف بالمذهب الشيعي على المستوى الدستوري والقانوني، وتردي حالة حقوق الإنسان، وبث خطاب الكراهية، حيث لا تزال المؤسستان السياسية والدينية في العربية السعودية تتجنبان الاعتراف رسمياً وإعلاميا بوجود تعدد مذهبي فضلا عن وجود مذهب شيعي في شبه الجزيرة العربية، إنهما تعترفان فقط بالمذهب الحنبلي الذي تحول في السعودية إلى عقيدة وهابية متشددة.

ويضيف الباحث الى الأسباب حدوث خلافات بين الوهابية والحكم السعودي ودعم المملكة للحركات المتطرفة مثل القاعدة منذ ثمانينات القرن الماضي، وبعدها النصرة وداعش والتي سوف تنقلب عليها.

ويشير الباحث في مركز الفرات الى الأطماع الأمريكية الصهيونية في منطقة الشرق الأوسط والتي تستعد لالتهام دول المنطقة واحدة بعد الأخرى بدءاً من العراق الذى تم تمزيقه مروراً بسوريا الجاري تمزيقها حالياً، وصولاً الى دول عربية أخرى يجرى الإعداد لتقطيعها وفقاً للمنظومة الأمريكية الجديدة، اذ في عام 1983 وافق الكونغرس الامريكي بالأجماع في جلسة سرية علي مشروع "برنارد لويس" وهو أمريكي يهودي من أصل بريطاني وضع مشروعاً جديداً تستطيع أمريكا من خلاله تعديل حدود اتفاقية سايكس بيكو التي أبرمت عام 1916، ويقضى هذا المشروع بتفكيك البنية الداخلية لكل الدول العربية والإسلامية على أسس دينية ومذهبية.

ويرى الباحث ان تقسيم المملكة سيسير وفق سيناريو تقوم من خلاله القيادات الأمريكية بفتح قنوات اتصال بالصف الثاني والثالث من العائلة المالكة السعودية بعيداً عن القيادات، لتصبح هناك علاقات يمكن أن تستثمر بعد 10 سنوات من الآن، فالأمريكيون بعد ما حدث في إيران أصبحوا يفتحون قنوات اتصال مع الجميع، ويحاولون اللعب على كل الحبال، ومن المتوقع أن تستخدم الولايات المتحدة فزّاعة إيران مثلما حدث في البحرين من مظاهرات الشيعة لتحدث اضطرابات في المدن الشرقية من المملكة وفى نفس الوقت تنتهز فرصة موسم الحج لعمل اضطرابات تنتهى بمصادمات، وساعتها سوف نجد أصوات تطالب بعدم أحقية السعودية منفردة بإدارة المقدسات الإسلامية، وتلك الأصوات سوف تصدر من دول إسلامية على رأسها تركيا وممولة من إسرائيل من الباطن لكى تصبح تلك المقدسات تحت إشراف هيئة دينية يتم تشكيلها من الدول الإسلامية لتصبح مكة والمدينة مدينتان مقدستان منزوعتان السلاح مثل الفاتيكان تماماً، وبالطبع هذا السيناريو سوف يرفضه الكثيرون، الا أن الواقع يؤكد حدوثه خلال الفترة بين عام 2018 وعام 2025.

كذلك سوف يتم خلق بؤرة للقاعدة داخل الأراضي السعودية التي تتمتع بمساحة هائلة يمكن أن تغرى عناصر القاعدة بمحاولة السيطرة عليها لتحويل بلد المقدسات الإسلامية إلى دولة الخلافة المزعومة، وتلك الفكرة تحديداً يمكن ان ترعاها الولايات المتحدة بعد التقارب المصري السعودي مع روسيا مؤخراً، لتبقى هي بعيداً عن الصورة، وتعمل القاعدة على تفكيك المملكة من الداخل، وما يجعل هذا السيناريو قابلاً للحدوث هو وجود موالين للقاعدة بكثرة داخل السعودية نفسها، وإذا استخدمت المملكة العنف ضدهم، فالسيناريو السوري جاهز للتطبيق.

ويشير الباحث الى توريط السعودية في حرب اليمن، اذ ان التحالف الذي تقوده السعودية ضد اليمن قد يشتت انتباه النظام عن المخاطر الداخلية للنظام، واستنزاف قدراته ومن ثم سهولة الانقضاض عليه من قبل الحركات الاسلامية المتطرفة، ومنها داعش، وبدأت امريكا مخططها مع السعودية بتعزيز الحوثيين في اليمن اولا، ثم توريط السعودية بحرب طويلة في اليمن ثانيا، مع علمها ان السعودية لن تنتصر فيها، وسوف تقود في النهاية الى إنهاك قوتها، لتجعل سيطرة داعش، او قيام حركات تمرد ضد الحكم ممكنة.

وينصح الباحث الحكومة بتجنب هذا المستقبل المرسوم لها، من خلال إعطاء أبناء الطائفة الشيعية وبقية الأقليات في البلاد حقوقها العادلة، ووضع آليات وتبني سياسات تعزز روح المواطنة وتشيع الاحترام بين طبقات المجتمع وتمنع تجاوز مواطن على آخر دون عقاب، ومحاربة الإرهاب الفكري وان يبدا بتربية وسلوك وتوجيه للنشء وتعديل المناهج الدينية والتعليمية وعدم التمييز بين المذاهب، ومسؤولية رجال الدين في الحث على التسامح والتواصل وليس على التطرف الديني، كذلك توجيه الاعلام بكل وسائله مثل "التلفزة والراديو والصحف والمنشورات" في السعودية، لان الاعلام هو الأهم، فالكلمة ممكن ان يكون تأثيرها أكثر من المال والسلاح، فيجب توجيه الاعلام بما يتناسب ومحاربة التطرف والتمييز بين المواطنين.

لقراءة المقال كاملا:

http://annabaa.org/news2358

 

اضف تعليق