نشر معهد الأمن القومي الإسرائيلي تقريرا له أمس حول تطورات الوضع في منطقة الشرق الأوسط، خاصة الصراع القائم خلال الفترة الراهنة بين السعودية وإيران.

و أكد أن المملكة العربية تواجه عدة تحديات قوية، بدءا من هبوط أسعار النفط، مرورا بالحرب التي تخوضها في اليمن، وصولا بالأوضاع المضطربة في لبنان والتي ترتبط بالأحداث التي تشهده سوريا.

وأوضح التقرير الذي أعده رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية السابق "عاموس يادلين" أن السعودية تحولت خلال الأشهر القليلة الماضية إلى لاعب نشط في منطقة الشرق الأوسط، سواء من خلال تشكيل قوات التحالف للحرب على اليمن، أو التحالف الإسلامي الذي تم الإعلان عنه مؤخرا، مضيفا أن هذا التحالف سيكون سُنيا لمواجهة إيران في المنطقة.

و لفت التقرير إلى أن الصراع الدائر بين السعودية وإيران يصب في صالح إسرائيل، ويدفعها إلى تعزيز علاقاتها مع المملكة العربية، لا سيما وأن هناك عدة مصالح مشتركة بين تل أبيب والرياض في منطقة الشرق الأوسط، بدءا من مخاطر النووي الإيراني، وصولا إلى مواجهة المحور الراديكالي في سوريا، مرورا بمحاولات صد طموحات إيران التوسعية في منطقة الشرق الأوسط.

و ألمح معهد الأمن القومي الإسرائيلي إلى أن حادثين كبيرين تسببا في هذا التوتر المتنامي بين الرياض و طهران، أولهما إعدام السلطات السعودية لرجل الدين الشيعي نمر باقر النمر، وكذلك قتل القيادي بجيش الإسلام زهران علوش في سوريا عبر غارة جوية، مضيفا أن هذا التوتر انعكس دبلوماسيا وأدى إلى قطع العلاقات بين الرياض وطهران.

وأضاف التقرير الإسرائيلي أن انعكاسات هذا التوتر القائم بين السعودية وإيران لن تقتصر على الصعيد الدبلوماسي فقط، بل تقف على أعتاب تطور عسكري عنيف سيؤدي إلى غرق الشرق الأوسط في صراع خطير ومواجهة شرسة بين القوتين الإقليميتين اللتين تتزعمهما السعودية وإيران بالشرق الأوسط.

وأكد المعهد الإسرائيلي على أن التطورات الدبلوماسية التي أعقبت قرار إعدام نمر النمر، تمثلت في قطع العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وبعض الدول العربية الداعمة لها من جهة وإيران من جهة أخرى، فضلا عن اجتماع الجامعة العربية بالقاهرة لبحث سبل مواجهة النفوذ الإيراني بالشرق الأوسط ومنع تدخلها في شؤون الدول العربية.

ويشير التقرير الإسرائيلي إلى جذور الصراع بين السعودية وإيران تعود إلى عدة عقود ماضية، وبدت واضحة مع اندلاع الثورة الإيرانية عام 1979، وتزايدت بمرور السنوات والأحداث التي شهدتها منطقة الشرق الأوسط، خاصة ثورات الربيع العربي التي اندلعت في كثير من البلدان العربية.

وطبقا لتقرير المعهد الأمني الإسرائيلي فإن استقرار المملكة العربية أصبح اليوم رهينة 3 ملفات رئيسية هي الصراع داخل العائلة الحاكمة، وسلوك الأقلية الشيعية بالمنطقة الشرقية في السعودية، وأخيرا الظروف الاقتصادية التي تعيشها المملكة في ظل انخفاض أسعار النفط.

وعن مستقبل الصراع الراهن بين السعودية وإيران، أكد التقرير الاسرائيلي أن هناك 3 سيناريوهات محتملة، أولها حدوث مواجهة عسكرية بين الطرفين، لكن هذا الاحتمال نسبته ضعيفة، أما السيناريو الثاني يتمثل في تغذية الصراع في المناطق المشتعلة بين السعودية وإيران خاصة في اليمن وسوريا، أما السيناريو الثالث يتمثل في أن انخفاض أسعار النفط سيؤدي لحدوث مصالحة بين الدولتين برعاية القوى العظمى.

اضف تعليق