تناولت وكالة لبنان الجديد في تقرير خاص للكاتب "علي شريفي" في 11 يناير/ كانون الثاني ازمة حرق المقار الدبلوماسية السعودية في طهران ومشهد، والتي أدت الى قطع العلاقة الدبلوماسية والتجارية بين السعودية وايران.

وتناول الكاتب هذه الازمة من زاوية الاتهامات التي طالت أنصار المرجع الديني الكبير اية الله العظمى السيد "محمد صادق الحسيني الشيرازي" من قبل المتشددين في ايران بعد ان تطور الموقف بصورة سلبية على العلاقات الدبلوماسية الإيرانية مع إقليميا ودوليا.

وقال الكاتب علي شريفي "بعد ما فعلوا فعلتهم البشعة في الهجوم على السفارة السعودية وحرقها مرددين شعارات ألله اكبر! كانوا يتوقعون الشكر من الشعب والحكومة ولكن لم يُشكروا على فعلتهم وحتى الشخصيات المحافظة المتشددة والمواقع الإخبارية التابعة للمتشددين اضطروا أخيراً الى إدانة حرق السفارة السعودية بالرغم من أن البعض منهم كانوا فرحين في البداية وشاكرين للشبيحة على هجومهم إلى السفارة وحرقهم المبنى ونهبهم الأموال الموجودة فيها!".

لافتا الى ان "ما شجع الشبيحة على حرق السفارة السعودية وشجّع داعميهم على الترحيب بحرق السفارة هو ما أعقب اقتحام السفارة البريطانية من ردود المسؤولين الإيرانيين الذين مرّوا عليه مروراً كراماً وبل رحّبوا به في البداية قبل ما يدينه المرشد الأعلى آية الله خامنئي في وقت متأخر جداً".

ونقل الكاتب عبر عنه حينها "محمد صادق الحسيني" الناطق الاعلامي غير الرسمي باسم حكومة أحمدي نجاد بانه "انتفاضة طلابية تعبّر عن نبض الشارع الإيراني وما قام به الشعب كان واجبه وأَضاف الحسيني إن من يتجرأ ويتجاسر على شعبنا فمن حقنا أن نؤديه كما أدّبه الطلبة بالأمس".

وطرح الكاتب التساؤل التالي وهو "أليس الشارع الذي تحدث باسمه محمد صادق الحسيني غاضباً على السعودية كما على الانكليز وألم يكن من حقه التعبير عن نفسه ونبضه خلال انتفاضة جديدة ضد المملكة السعودية؟!"

معتبرا ان "الرد السعودي على حرق مبنى سفارته في طهران كان مختلفا إذ قرّرت السعودية قطع العلاقات السياسية مع طهران وسحبت جميع موظفيها من طهران، مما لم يكن متوقعاً".

وأضاف "شريفي" ان "هذا الرد وما أعقبه من إدانة الأمم المتحدة إيران على اقتحام مبنى السفارة السعودية وحرق مبناها، دفع بالمحافظين المتشددين الذين كانوا يتباهون بفتحهم السفارة السعودية! إلى التخلي عن قبول المسؤولية عن فعلهم، ولهذا بدأوا بالتشكيك في الحادث والقائمين به ونواياهم وثم اعتبارهم المتغلغلين في النظام وأخيراً لم يجدوا حائطاً أقصر من جماعة الشيرازيين المتهمة بشيعة إنكليز! حتى يلقوا المسؤولية عليهم".

ونقل الكاتب ما قاله منصور حقيقت بور نائب رئيس لجنة الأمن القومية في البرلمان الإيراني (وهو من المحافظين المتشددين) في حوار مع وكالة تسنيم للأنباء بأن "هناك تقارير تفيد بتورط جماعة السيد صادق الشيرازي في حادث اقتحام السفارة السعودية".

فيما أشار الكاتب الى ان "صور المقتحمين موجودة وأسماءهم معروفة وانتماءاتهم واضحة وما يقوله حقيقت بور بعيد كل البعد عن الحقيقة والسبب في توجيه هذا الاتهام ليس إلا انتماء الشيخ الشهيد نمر باقر النمر إلى الشيرازيين".

معللا ذلك بان "المحافظين المتشددين في إيران خسروا المعركة السياسية حتى الآن ولكنهم يخسرون الآن المعركة الأخلاقية لأنهم فعلوا فعلتهم وفرحوا بها وصوروا لأنفسهم وسجّلوا حرق السفارة السعودية في سجل انتصاراتهم البطولية! ولكنهم الآن يتهمون جماعة السيد صادق الشيرازي بما هم فعلوا ويقدمون انتصارهم الكبير! لجماعة يعتبرونها من شيعة إنكليز؟".

وختم الكاتب التقرير بالسؤال التالي "هل إن شيعة إنكليز قادرة على تحقيق تلك الفتوحات بينما ليست قادرة على الدفاع عن نفسها؟".

 

اضف تعليق