تشهد مدينة عدن جنوبي اليمن حملة تضييق وترحيل واسعتين شنتها قوات مدعومة من دولة الإمارات ضد مواطنين ينحدرون من محافظات شمال البلاد، منذ مساء أمس الخميس.

وأفادت مصادر محلية بأن قوات "الحزام الأمني" المدعومة إماراتيا، شرعت منذ مساء الخميس حملة تضييق واعتقالات واسعة للمئات من أبناء محافظات وسط وشمال اليمن، وأغلبهم يشتغلون في مهن تقليدية، وترحيلهم على متن شاحنات متوسطة باتجاه مدينة تعز، أقرب منطقة حدودية مع محافظة لحج، شمالي عدن. 

"ترحيل قسري"

وقال المحامي والناشط اليمني، عمر الحميري، إن نقطة تفتيش تم استحداثها مساء أمس في منطقة الرباط، مدخل عدن من جهة الشمال، من قبل قوات الحزام الأمني، قامت مساء الخميس بإيقاف مركبات المسافرين وتفتيشها، وأي مواطن قادم من المحافظات الشمالية والوسطى يتم منعه من دخول عدن، وترحيلهم قسرا على متن شاحنات نحو مدينة التربة في تعز، وهي أخر نقطة حدودية مع لحج.

وأضاف تم إيقاف مركبات (سيارات) لمواطنين شماليين، وأجبروهم على ترك سياراتهم الخاصة، والصعود إلى الشاحنة التي كانت قريبة من تلك النقطة في أطراف عدن.

وأشار الحميري، نقلا عن أحد أقارب مواطن تم ترحيله، إلى أنه تم ترحيله مع العشرات على متن شاحنات متوسطة (دينا) إلى مدينة التربة في محافظة تعز الحدودية مع محافظة لحج الجنوبية.

وأكد المحامي الحميري أنه تم إحراق عدد من أملاك الباعة المتجولين، وتم ملاحقة عدد آخر من العمال المنحدرين من أبناء محافظات الشمال والوسط.

"عنصرية ومناطقية"

من جهته، قالت الكاتبة والناشطة اليمنية من عدن، لينا صالح، إن ما يجري من تصرفات وسلوكيات عنصرية مناطقية في عدن أمر مؤسف، ووصمة عار في جبين الجهة التي تقف وراءها.

وتابعت في حديثه: "تم استهداف عدد من المحلات التجارية ومالكيها وباعة متجولين وملاك مطاعم، من أبناء شمال ووسط اليمن".

ووصفت صالح هذا الإجراء بأنه "أمر مخز وغير أخلاقي" معتبرة أن ما يحدث لا يمثلني كجنوبية... فهذه ليست أخلاقنا مع الغريب، فكيف مع إخواننا من أبناء البلد الواحد.

ورأت الناشطة من عدن أن هذه التصرفات ليست عشوائية، بل هي عمل ممنهج تقوم به مليشيات الحزام المدعومة من أبوظبي بأوامر عليا من داعميها.

واتهمت الإمارات بالتورط في هذه التصرفات العنصرية والمناطقية التي تأتي ضمن خطة ممنهجة ومنظمة، وضعتها الدولة الخليجية التي تتحكم بملف مدينة عدن، بهدف تدميرها من خلال الفوضى الأمنية، واقتصاديا عبر حملات التضييق والتطفيش للتجار ورؤوس الأموال.

وأكدت أن هذه الإجراءات لا تضر الشماليين فقط، لكن المتضرر الأكبر مدينة عدن ومواطنيها على المدى القصير والمتوسط.

ولفتت إلى أنه تم إغلاق عدد من المحلات التجارية بقوة السلاح من قبل قوات الحزام الأمني الذين قدموا عبر أطقم عسكرية، فيما تم اعتقال العمال والمارة من أبناء تلك المحافظات من الشوارع والأسواق بطريقة قالت إنها "همجية" وترحيلهم على متن مركبات بشكل مهين ولا إنساني إلى خارج عدن.

وهذه ليست المرة الأولى التي يتم ترحيل أبناء محافظات شمال اليمن من قبل قامت قوات "الحزام الأمني" الممولة إماراتيا، وسط موقف ضعيف من قبل الحكومة المدعومة سعوديا التي نددت بهذه السلوكيات.

وتأتي هذه الحملة من قبل القوات المدعومة إماراتيا التي ترفع شعار الانفصال عن الشمال، في ظل غياب أي موقف رسمي من قبل الحكومة التي تتخذ من مدينة عدن مقرا لها.

المصدر: عربي ٢١

اضف تعليق