تزخر محافظة ذي قار جنوب العراق بالكثير من الإرث الحضاري والتاريخي لعهود سابقة، وهي اليوم مدينة الأهوار أو (فينيسا) الشرق الأوسط هي عاصمة المملكة السومرية والبقعة التي علمت العالم الكتابة.

 في مركز الناصرية حيث مدينة (ذي قار)، يقع متحف الناصرية الحضاري الذي أفتتح مؤخراً بحله وتراثية، تاريخية جديدة كان محط أنظار جهات عالمية سعت لضم أثاره لقائمة التراث العالمي.

يقول المسؤول عن أدارة المتحف عامر عبد الرزاق الزبيدي أن "متحف الناصرية هو ثاني اكبر متحف في العراق بعد المتحف الوطني في بغداد من حيث المساحة تم إنشاءه عام 1969 من قبل شركة كولنبكيان البرتغالية".

 وعن تاريخ افتتاح المتحف بين الزبيدي أن "المتحف شهد جلب ألاف القطع الأثرية لكن بعد الانتفاضة الشعبانية (1991) أخذت جميع أثاره للمتحف الوطني في بغداد أبان نظام حكم نظام صدام حسين، وبقي المتحف مغلقا لما يقارب الـ(25 سنة)".

ويذكر الزبيدي أن "المتحف أعيد افتتاحه بعد أعادة جزء من أثاره، اذ أنه مؤلف من طابقين كل طابق يحوي على سبع قاعات، المؤهل منه حاليا فقط الطابق الأرضي الذي يتكون من سبع قاعات موزعة حسب الأدوار الثقافية لبلاد وادي الرافدين تبدأ من القاعة الأولى لمرحلة ما قبل التاريخ، والثانية القاعة السومرية الأولى والسومرية الثانية، والقاعة البابلية، والأشورية، والقاعة الحضرية وأخرها القاعة الإسلامية".

وتابع ان "المتحف يحتوي على نفائس من القطع الأثرية المهمة جداً من بينها الرقم الطينية وهي الثورة المعرفية الكتابية الأولى في العالم التي يعود زمنها لأكثر من (3000) سنة قبل الميلاد، وقطع يتجاوز عمرها أكثر من 5000 سنة".

وأضاف "يحتوي المتحف على تمثال حقيقي للملك (اورنمو) مؤسس سلالة أور الثالثة وصاحب أول قانون عرفته البشرية، وصنارات لأبواب أحداهن عليها ختم الملك (أمارسن) حفيد الملك (أور نمو)، بالإضافة إلى اسطوانات بالخط السومري تجسد عمل الملوك وبعض المناجل التي تعكس أولى بوادر القرى الزراعية في تلك المنطقة، كما تحوي قاعات المتحف على هيكل عظمي حقيقي تم اكتشافه في مقبرة أريدو يعود لما قبل (6000) ألاف سنة قبل الميلاد، وجرار من المرمر والفخار وأختام لحقب مختلفة بالإضافة لأدوات نحاسية ورؤوس من البرونز وقطع مهمة جدا تعكس عظمة وجمال حضارة وادي الرافدين".

الزبيدي، أشار إلى أن "ما يميز متحف الناصرية انه لا يحوي فقط على آثارر مدينة الناصرية، وإنما آثار من وسط وجنوب العراق وأيضا آثار تعود لشمال العراق، فيوجد بالمتحف قاعتين هما الأشورية التي تضم أهم القطع العاجية من قصر النمرود ولدينا قاعة أخرى وهي القاعة الحضرية والحضر مدينة تقع في الموصل لما يقارب 6 ألف سنة قبل الميلاد".

ويوضح أن "برنامج عمل المتحف أجريت عليه الكثير من التغيرات التي تسعى للتعرف بتاريخ مدينة الناصرية وأثارها فتم وضع برنامج تأتي العائلة في الناصرية في أهم أولوياته"، لافتا إلى "أعداد برامج تسعى لزيادة رغبة الآسر والإفراد لزيارة المتحف".

 وأضاف "اقرار وزير الثقافة عبد الأمير الحمداني الذي يقضي بفتح أبوب المتحف أمام الجمهور في الأعياد والمناسبات نتائج وسعت من توافد الأسر للمتحف، وإقامة العروض المسرحية داخل أروقة المتحف بعضها خاصة بالأطفال والتنسيق مع دور نشر لتزويد زوار المتحف بالمجلات التعريفية بمحتوياته واثأره".

وتابع "إنشأنا ورشة لصناعة نسخ مصغرة لأثار بلاد الرافدين فالعمل جاري لأعداد نسخ مصغرة عن زقورة أور حيث تم أنتاج أكثر من( 530) نسخة وزعت على زوار المتحف من داخل العراق وخارجة وتم إرسال بعض تلك النسخ لأكثر من 15 دولة منها أمريكا وبريطانيا وألمانيا واسبانيا وتركيا وروسيا، بالإضافة لعشرات الأسر والشخصيات التي حصلت على بعض تلك النسخ".

وأشار الزبيدي، إلى "وجود خطط تسعى لجذب الفنانين من رسامين ونحاتين وأصحاب الحرف اليدوية ليكون المتحف حاضن لهم ولأعمالهم وورشهم ومعارضهم، كما تم أنشاء قاعة خاصة لأعمال النحاتين منهم النحات عبد الرضا كشيش الذي نحت تمثال الحبوبي في مدينة الناصرية.

وأوضح الزبيدي عن وجود خطط للتعاقد مع جهات مختلفة لدعم المتحف عبر التنسيق مع منظمات المجتمع المدني والعديد من الشخصيات الداعمة لأحياء المتحف من جديد".

وكشف عن زيارة رئيسة قسم الشرق الأوسط في متحف اللوفر الفرنسي للناصرية، والاتفاق على عقد توأمة مع اللوفر سترى النور عما قريب.

يذكر أن أور هو الاسم التاريخي لمدينة الناصرية سابقا وسميت ذي قار لانها تحتوي في أرضها مادة القار فسميت ذات القار، ولكثرة استعمال القار في أبنيتها، وليس كما يذكر نسبة إلى معركة ذي قار فالمعركة أخذت اسمها من المنطقة وليس العكس فهي بلاد سومر في العصور القديمة، وواسط أيام الدولة الأموية، ثم البطائح في العصر العباسي، فالمنتفق في العهد العثماني نسبة إلى المنتفق بن عامر بن عقيل بن كعيب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة وسميت بالناصرية نسبة إلى مؤسسها ناصر باشا السعدون وهو الاسم المتداول حاليا.

اضف تعليق