في الثاني والعشرين من يونيو/حزيران من عام 1941 اعتدت قوات ألمانيا النازية على روسيا وغيرها من الجمهوريات السوفيتية المتحدة.

واستغلت القوات الألمانية تفوقها في الآليات العسكرية لتواصل تقدمها داخل أراضي روسيا. وخيل للبعض أن من المستحيل وقف هذا العدوان. إلا أن الجيش الروسي تمكن من إحباط خطة الحرب الخاطفة على اتحاد الجمهوريات السوفيتية، وأوقف جحافل الغزاة في خريف عام 1941. ولم يكتف الجيش الروسي بإيقاف جحافل الغزاة عند العاصمة موسكو بل طردهم بعيدا عن موسكو. ودامت الحرب أربع أعوام حتى استسلام المعتدين في عقر دارهم في مايو/حزيران من عام 1945. وحققت روسيا الانتصار بفضل مهارة قادة جيشها وبسالة جنودها وكذلك بفضل ما صنعته لقواتها المسلحة من أسلحة.

وتمكنت قوى العدوان في بادئ الأمر من احتلال مساحة كبيرة من الأراضي الروسية لأن الأسلحة الحديثة المتطورة لم تصل بعد إلى الجيش الروسي بكميات كافية. إلا أن المهندسين الروس تمكنوا من صنع عشرات النماذج المتميزة من الأسلحة والأعتدة العسكرية المتفوقة، فيما قامت مصانع البلاد بصنع آلاف النماذج العملية.

دبابة تي-34

ويعود فضل كبير في تحقيق الانتصار على قوى العدوان خلال الحرب العالمية الثانية إلى دبابة "تي-34" التي اعتبرها حلفاء روسيا وأعداؤها على السواء أفضل دبابة متوسطة في العالم. وتم تسليحها بمدفع عيار 76 ملم ومدفعين رشاشين من عيار 7.62 ملم. وبلغ وزنها 32 طنّا. وتحركت الدبابة بفضل محرك "في-2" البالغة قدرته الحصانية 480 حصانا. وتمتعت دبابة "تي-34" بأفضل حماية ضد قذائف العدو.

رشاش شباغين

على العكس من الرواية الرائجة عانى الجيش الألماني من النقص في الأسلحة النارية الأوتوماتيكية الشخصية في حين كان في حوزة الجيش الروسي سلاح كهذا هو رشاش شباغين. وتمتع رشاش شباغين بكثافة النيران وكان بإمكانه سحق العدو بمطر الرصاص. ويكون رشاش شباغين نافعا جدا في المعارك داخل المدن. ولا تزال جيوش عدد من الدول تستخدم رشاش شباغين.

مدفع زيس-3

استعان الجيش الروسي السوفيتي بمدافع "زيس-3" عيار 76 ملم لمكافحة دبابات العدو، وهو مدفع خفيف يسهل نقله ويملك قدرة كبيرة لاختراق الدروع. واستخدم مدفع "زيس-3" في البداية لغرض الدفاع فقط، ثم أصبح سلاحا هجوميا أيضا كمدفع ذاتي الحركة اطلق عليه اسم "سو-76".

طائرة إيل-2

دخلت طائرة "إيل-2"، وهي المقاتلة القاذفة أو "الدبابة الطائرة" كما سماها البعض، الخدمة العسكرية قبل بدء الحرب. وزودت هذه الطائرة بدروع متينة، وحملت مئات الكيلوغرامات من القنابل والصواريخ تحت جناحها. وأمكن تزويدها بمدفعين مضادين للطائرات عيار 37 ملم عند الضرورة. وتمتعت طائرة "إيل-2"بقدرتها على تحمّل أقسى ما يمكن مواجهته في ساحة القتال. يذكر أن إحدى الطائرات من طراز "إيل-2" عادت من المعركة بدون جناح وتمكنت مع ذلك من الهبوط في المطار. وبات بإمكانها مكافحة المقاتلات المعادية بعد تزويدها بمدفع رشاش مناسب.

اضف تعليق