(أ ف ب) - رحبت وزارة الخزانة الاميركية الخميس ب"التقدم الحقيقي" الذي احرزته الصين في مجال تحسين قيمة عملتها الوطنية ودعت بالمقابل منطقة اليورو الى اعتماد اجراءات "قوية" لدعم النمو.

وقالت الوزارة في التقرير نصف السنوي لأسعار الصرف انه "على الرغم من ان الصين احرزت تقدما حقيقيا في سعر الصرف الذي تحسن بشكل كبير خلال الأشهر الستة الماضية فان الرنمينبي (الاسم الآخر لليوان) لا يزال دون قيمته الفعلية بشكل كبير".

وأوضحت الوزارة في تقريرها الذي ارسلته الى الكونغرس ويغطي النصف الثاني من العام 2014 ويأخذ في الاعتبار المعطيات المتوفرة للربع الاول من العام الجاري، ان تدخل الصين في سوق الصرف تراجع.

ومنذ أكثر من 20 عاما ووزارة الخزانة تقول ان سعر اليوان هو دون قيمته الحقيقية ولكنها تحجم عن اتهام بكين بالتلاعب بقيمة عملتها الوطنية كي لا تفتح المجال امام الكونغرس لفرض عقوبات تجارية على الصين.

بالمقابل اتت لهجة التقرير أكثر حدة ازاء منطقة اليورو اذ دعت الوزارة الدول الاعضاء في هذه المنطقة الى "اخذ مبادرات قوية ومتوازنة" لتحفيز الطلب الداخلي.

ولفت التقرير الى ان سعر اليورو "تراجع بقوة امام الدولار الى أدنى مستوى له في 11 عاما".

ومع ان الوزارة اشادت بالسياسة النقدية المرنة التي يتبعها البنك المركزي الاوروبي لدعم النمو، الا انها اعتبرتها غير كافية.

وصوب التقرير سهامه بالتحديد نحو برلين، معتبرا ان "نموا اقوى للطلب في المانيا هو امر اساسي جدا في حين انه لا يزال ضعيفا"، مشيرا الى ان المعدل المنخفض نسبيا للبطالة في هذا البلد والنهوض الاقتصادي الذي حققه "يعتمدان اعتمادا كبيرا على ازدياد الصادرات الى خارج منطقة اليورو".

من جانب اخر نددت الولايات المتحدة الخميس بمسعى الصين الى توسيع نطاق الاراضي التي تسيطر عليها في جنوب بحر الصين من خلال البناء على جزر متنازع عليها واعتبرت ذلك "تهديدا للاستقرار".

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية جيف راتكي للصحافيين ان "اعمال الردم والبناء التي تقوم بها الصين تغذي شعورا أكبر بالقلق في المنطقة" بعد ان اظهرت صور للأقمار الاصطناعية نشرت الاربعاء عمليات توسيع لجزيرة صغيرة وبناء مرافئ اصطناعية في مياه متنازع عليها حول جزر سبراتلي في بحر الصين الجنوبي.

وقال راتكي ان واشنطن قلقة من قيام الصين "بعسكرة مواقع" على اراض متنازع عليها في المنطقة.

وقال "لذا نحن نراقب هذه التطورات من كثب وسنواصل التعبير عن قلقنا لدى الصين وكذلك لدى آخرين في المنطقة لحث كل الاطراف على تفادي الانشطة التي تؤدي الى زعزعة الاستقرار".

واضاف "ونحن نشجع كل الاطراف كما فعلنا لفترة طويلة لمواصلة النهج السلمي والدبلوماسي في النزاعات البحرية والترابية في بحر الصين الجنوبي".

وبينت صور التقطتها الاقمار الاصطناعية ونشرها مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية اسطولا من السفن الصينية تفرغ الرمل لتوسيع جزيرة صغيرة وبناء مرافىء اصطناعية فوق الحيد المرجاني لجزر سبراتلي التي تسميها الصين نانشا.

وقال محللون ان الصور تظهر ان الصين تسعى الى فرض "امر واقع" لتعزيز مطالبها.

وبعد نشر الصور اكدت الصين حقها في مواصلة البناء على هذه الجزر.

وقال هوا تشونينغ المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية ان "الصين تمارس سيادتها بلا منازع على جزر نانشا".

ولكن هذه الجزر تثير مطامع الفيليبين وكذلك فيتنام وبروناي وماليزيا وتايوان منذ عقود.

وليس للولايات المتحدة مطامع في هذه الجزر لكنها تدعم حلفاءها الاسيويين ضد الصين وتدعو الى حرية الملاحة في المنطقة.

اضف تعليق