أعلن المتنبئ الجوي صادق عطية، اليوم الخميس، عن أسباب تسجيل العراق دائما أعلى درجة حرارة صيفا، مقارنة بالدول المجاورة، مشيرا الى أن مدن البلاد جميعها ستتعرض خلال منتصف الاسبوع المقبل الى موجة حارة.

وقال عطية في منشور له على صفحته بالفيسبوك، إن "عوامل عديدة تتحكم بمناخنا وتؤدي إلى ارتفاع درجة الحرارة بهذا الشكل، مبينا أن "العراق يعيش حاليا أيام الصيف مناخيا الذي يبدأ عادة اعتبارا من بداية حزيران حيث تكون الشمس شبه عمودية فتزداد سخونة الارض معها لأنها تكتسب المزيد من الحرارة".

وأضاف، أن "مناخ العراق متعدد ما بين مناخ الجبال ومناخ السهوب والمناخ شبه الصحراوي ومناخ البحر المتوسط متمثل بمدينة الموصل، موضحا أن السهوب والصحراوي معروفان بارتفاع درجات الحرارة خلال فصل الصيف دون باقي المدن والدول المجاورة كذلك الحال ايضا بالنسبة للكويت ومدينة الاحواز المجاورتين لنا لان اشعة الشمس شبه عموديه فتتركز شدتها على مساحات صغيرة".

وتابع، أن "مدن وسط وجنوب العراق والكويت تقع في وادي يتأثر بالرياح الهابطة من سلاسل الجبال التي تحيط بالبلد شمالا وشرقا وايضا من الهضاب غربا، حيث أن الرياح تسخن عند هبوطها من مكان مرتفع الى مكان منخفض بسبب ارتفاع الضغط عليها، فمثلا انحدار الرياح القادمة من جبال زاغروس شمال شرق العراق إلى مناطق منخفضة، سوف تحتكّ بقمم السفوح الجبلية، فترتفع حرارتها وتقل رطوبتها، وبعد هبوطها تسير مسافة مئات الكيلومترات عند اتجاهها جنوبا لتكتسب المزيد من الحرارة والجفاف وهذا يفسر انخفاض الحرارة في الدول التي تجاورنا رغم وقوعها على نفس خط العرض الجغرافي”.

وبين، ان "لذلك من الطبيعي ان يتعرض العراق لموجات حارة خلال فصل الصيف اللاهب اثناء هبوب الرياح الشمالية التي تسمى محليا رياح البوارح، تستمر كل موجه عدة أيام اذ ترتفع درجات الحرارة فوق معدلاتها وتقترب من الخمسين واعلى قليلا في الوسط والجنوب”.

وأوضح، ان "تمركز مرتفع جوي في طبقات الجو العليا (3-5 كم)، يتسبب بهبوط التيارات الهوائية من الأعلى إلى الأسفل، والتي بدورها تتسبب بضغط الهواء وتكدسه في طبقات الجو الدنيا؛ فترتفع بسببه درجات الحرارة، اضافة الى وجود منخفض حراري سطحي يتكون بسبب ارتفاع الحرارة ايضا وهذان يساهمان معا في رفع درجة الحرارة بين فترة واخرى صيفا، في حال كان تأثيرهما معا".

وأقاد، أن عوامل ترفع درجة الحرارة تتمثل في تناقص مساحات البحيرات، والأنهار، والغطاء النباتي الكثيف؛ وهذه العوامل كما نعلم تقلل من حرارة الشمس، كما أن خلو سماء المنطقة من السحب، يسمح لأشعة الشمس بالوصول للأرض بشدة اعلى".

وأشار الى، انه "منذ مطلع ستينيات القرن الماضي؛ مع دخول الكهرباء وازدياد الطلب عليها، واتساع رقعة العمران على حساب المساحات الخضراء، قد ساهم في وصول درجات الحرارة إلى درجة كبيرة كما نشاهدها اليوم، منوها الى أن أقرب الموجات الحارة هي التي ستتعرض لها مدن البلاد جميعها خلال منتصف الاسبوع المقبل". انتهى/ ف

اضف تعليق