حكم على اربعة من إثنا عشر فرنسيا معتقلون في العراق بالإعدام، بعدما أدينوا بالانتماء لتنظيم داعش الارهابي، فيما كشف هوياتهم ضابط في الأجهزة الأمنية ومركز تحليل الإرهاب (CAT) في باريس.

وأعلن رئيس الجمهورية برهم صالح أواخر شباط/فبراير في باريس عن أنهم "سيحاكمون وفقا للقانون العراقي" بعدما اعتقلتهم القوات الكردية في سوريا وسلمتهم للعراق.

وينص القانون العراقي على عقوبة تصل إلى الإعدام لأي شخص انضم إلى منظمة "إرهابية"، سواء قاتل أم لم يشارك في المعارك.

فمن هم الفرنسيون المعتقلون؟

ليونار لوبيز

حكم عليه بالإعدام في العراق في 26 أيار/مايو 2019، قرر محاموه الطعن بالحكم، منددين بـ"محاكمة عاجلة".

ولوبيز من سكان باريس في الثانية والثلاثين من عمره، عمل في مكتبة لبيع الكتب السلفية خلال العقد الأول من القرن الحالي، وأحد العناصر الأكثر نشاطا في موقع "أنصار الحق"، أبرز منصات المتطرفين الذي يتحدثون الفرنسية.

اتخذ لنفسه لقب "أبو إبراهيم الأندلسي" بعد انتمائه إلى تنظيم داعش وعاش مع متشددين شرَّبهم التطرف ونفذوا في فرنسا فيما بعد هجمات دامية.

غادر لوبيز فرنسا في تموز/يوليو 2015، أثناء خضوعه للمراقبة القضائية بسبب نشاطاته على الموقع، مع زوجته وطفليهما.

عاش في البدء في الموصل في شمال العراق، ثم انتقل إلى سوريا، وفق المحققين الفرنسيين.

حكم عليه في تموز/يوليو 2018 غيابيا بالسجن خمس سنوات في ملف "أنصار الحق"، وصدرت أوامر باعتقاله من قبل المحاكم الفرنسية.

لكن أجهزة المخابرات تتبعت نشاطاته خصوصا منذ تأسيسه جمعية "سنابل" التي حلتها الحكومة الفرنسية نهاية عام 2016 لمساهمتها بتحويل السجناء إلى متطرفين تحت غطاء عملها لتقديم مساعدات لهم.

وقد صرح أحد المحققين حينها أن "جميع الذين شاركوا بشكل مباشر أو غير مباشر في الاعتداءات منذ كانون الثاني/يناير 2015 كانوا مرتبطين بشكل مباشر أو غير مباشر بسنابل".

كيفن غونو

حكم عليه بالإعدام في العراق في 26 أيار/مايو 2019. ويبلغ هذا الفرنسي المولود في بلدة فيجاك جنوب غرب فرنسا من العمر 32 عاما، واعتقل في سوريا مع أخيه غير الشقيق توماس كولانج (31 عاما) ووالدته وزوجته.

ادعى في اعترافاته التي أدلى بها للسلطات في العراق، إن والده انضم إلى تنظيم داعش وقتل خلال معارك في الرقة، العاصمة السابقة للتنظيم في سوريا.

وقال إنه دخل إلى سوريا بشكل غير شرعي عبر تركيا والتحق فور وصوله بجبهة النصرة (تنظيم القاعدة في سوريا سابقا) قبل أن يبايع زعيم داعش أبو بكر البغدادي.

وقال غونو أمام القاضي الأحد إنه "نادم" على سفره إلى سوريا، مؤكدا أنه انتقل إلى الموصل بشمال العراق من أجل العلاج وليس للقتال.

وتقول السلطات القضائية العراقية إن هذا الرجل الذي يطلق على نفسه اسم "أبو سفيان"، شارك في القتال إلى جانب المتشددين في سوريا والعراق.

وصدر بحقه في فرنسا حكم غيابي بالسجن تسع سنوات، حسب مركز تحليل الإرهاب في باريس.

مصطفى المرزوقي

حكم عليه بالإعدام في العراق في 27 أيار/مايو 2019، بعدما دين بالانضمام إلى تنظيم داعش وعمله في الشق العسكري وفق التحقيقات العراقية.

وخدم المرزوقي (37 عاما) في الجيش الفرنسي بين عام 2000 إلى 2010 وفي أفغانستان عام 2009، بحسب إعترافاته للقضاء العراقي.

وأقام هذا الجندي السابق وهو من أصول تونسية، في مدينة تولوز (جنوب غرب فرنسا) التي خرج منها المتشددان الفرنسيان فابيان وجان ميشال كلان اللذان تبنيا اعتداءات تشرين الثاني/نوفمبر 2015، وقد قتلا جراء قصف جوي للتحالف الدولي في سوريا.

وأكد مرزوقي للسلطات العراقية أن انتماءه إلى التنظيم كان "رغبة منه في الانتقال إلى مكان آخر للعيش، وتم من خلال البحث في مواقع التواصل الاجتماعي ومواقع تنظيم داعش وجبهة النصرة".

وانتقل عبر بلجيكا إلى المغرب، ودخل سوريا من خلال تركيا بصورة غير شرعية إلى حلب حيث تلقى "دورتين شرعية وعسكرية وانتقل إلى الموصل في العراق وردد البيعة أمام أحد قيادات داعش الذي كان ملثما".

وأكد أن "القيادات كانت تخشى من الكشف أو الإفصاح عن هوياتهم أمام المقاتلين المهاجرين الأجانب خشية أن يكونوا مجندين لأجهزة الاستخبارات في بلدانهم".

سليم معاشو

حكم عليه بالإعدام في العراق في 26 أيار/مايو 2019.

والتحق هذا الفرنسي (41 عاما) بكتيبة طارق بن زياد التابعة لتنظيم داعش بقيادة عبد الإله حيميش وهو أيضا من لونيل، وفقا لمركز تحليل الإرهاب الفرنسي.

وبحسب السلطات الأميركية، ضمت هذه الكتيبة 300 عنصر من الأجانب الأوروبيين منفذي الهجمات في العراق وسوريا وغيرها.

ووفقا لمركز تحليل الإرهاب الفرنسي، استضاف معاشو في الرقة جوناثان جيفروا وهو فرنسي أعتقل في سوريا وتم تسليمه للقضاء الفرنسي.

وكشف جيفروا وهو من تولوز عن الكثير من المعلومات، خصوصا فيما يتعلق بالأخوين كلان. ويشار إلى أن ابنة شقيقهما متزوجة من كيفن غونو.

فاضل طاهر عويدات

استمع إليه القاضي في 27 أيار/مايو 2019، ثم أجلت جلسة محاكمته حتى الثاني من حزيران/يونيو، بعدما طلب القاضي إخضاعه لكشف طبي إثر ادعائه بأنه تعرض للتعذيب لانتزاع اعترافاته.

ووصل عويدات (32 عاما) المعروف بتصرفه الاستبدادي والعنيف إلى سوريا عام 2014.

كما وصل 22 فردا من عائلته إلى سوريا، وفقا لمصادر قضائية فرنسية.

ويشتبه بتخطيط هذا الرجل الذي يتحدر من منطقة روبيه لارتكاب أعمال عنف في فرنسا بعدما إقامته الأولى في سوريا.

وكانت أجهزة الاستخبارات في تلك الفترة على علم بتواصله مع عناصر في الحركة السلفية في بلجيكا ومن بينهم عبد الحميد أباعود، أحد مخططي اعتداءات 13 تشرين الثاني/نوفمبر 2015 في فرنسا.

وظهر عويدات، نهاية عام 2015 في شريط فيديو وهو يثني على تلك الاعتداءات التي خلفت 130 قتيلا.

ودان القضاء الفرنسي أثنتين من شقيقاته بتهمة تمويل الإرهاب، لقيامهما وفقا للمحكمة بإرسال 15 الف يورو إلى سوريا، ولا سيما من الإعانات العائلية لأفراد من العائلة بعد رحيلهم، وهما تنتظران قرار الاستئناف.

فياني أوراغي

أجلت محاكمته حتى الثالث من حزيران/يونيو 2019.

وانضم هذا الفرنسي (28 عاما) ومن أصول جزائرية إلى جبهة النصرة قبل أن يبايع تنظيم داعش في حزيران/يونيو 2014، حسب مركز تحليل الارهاب.

وغادر فرنسا في حزيران/يونيو 2013 إلى جانب الفرنسي الجزائري لياس داراني الذي حكم عليه بالسجن ثماني سنوات للاشتباه بتخطيطه لعملية بعد عودته بشهرين من مناطق القتال في سوريا والعراق.

ودرس أوراغي علم النفس في فرنسا لكنه ترك الدراسة واتجه إلى سوريا عبر هولندا ثم تركيا.

بلال الكباوي

أجلت محاكمته حتى الثالث من حزيران/يونيو 2019.

والكباوي (32 عاما) من بلدة سيفر، إحدى ضواحي باريس، هاجر إلى مناطق سيطرة تنظيم داعش صيف 2014، وفقا لمركز تحليل الإرهاب الفرنسي.

مراد دلهوم

أجلت محاكمته حتى الثالث من حزيران/يونيو 2019.

وولد هذا الفرنسي (40 عاما) في الجزائر واعتقل منذ قرابة عام في دير الزور، بحسب مركز تحليل الارهاب .

ويقول المركز إنه شغل منصب قاض في محاكم التنظيم المتطرف التي حكمت بإنزال عقوبات بدنية وبتصفيات.

ياسين صقم

غادر الفرنسي صقم (29 عاما) فرنسا نهاية عام 2014 للقتال في صفوف تنظيم داعش، وصدرت بحقه مذكرة توقيف عن القضاء الفرنسي منذ عام 2016 .

وينحدر من بلدة لونيل، على غرار نحو 20 فرنسيا آخرين انضموا إلى التنظيم المتشدد، وكان آخر من ترك هذه البلدة الصغيرة في جنوب فرنسا.

واعتقلته القوات الكردية في سوريا.

ونفذ شقيقه كريم هجوما انتحاريا على معبر طريبيل الحدودي، بين العراق والأردن عام 2015، بحسب مركز تحليل الارهاب.

كرم الحرشاوي

توجه الحرشاوي البالغ من العمر 32 عاما عبر بلجيكا إلى سوريا عام 2014، وفقا لمصادر إعلامية.

وذكرت صحيفة "هيت لاست نيوش" البلجيكية أن شقيق الحرشاوي الأصغر وزوجتيهما البلجيكيتين انضموا كذلك إلى التنظيم.

وبدا هذا الرجل أصلع في مقدمة رأسه وتحيط بوجهه لحية في صورة نشرتها جهات قضائية عراقية بعد اعتقاله.

إبراهيم النجارة

كان النجارة (33 عاما) ينظم إرسال المتشددين إلى سوريا وظهر في مشاهد نشرها التنظيم بعد هجمات تشرين الثاني/نوفمبر2015، بحسب مركز تحليل الإرهاب الفرنسي.

وهو ينحدر من بلدة ميزيو (جنوب شرق فرنسا) التي خرج منها عدد من المتشددين، وفقا للمركز.

والتقى هذا الرجل خلال وجوده في سوريا فؤاد محمد عقاد، أحد انتحاريي صالة باتاكلان حيث وقعت مجزرة في 13 تشرين الثاني/نوفمبر 2015، وفقا للمصدر ذاته.

محمد بريري

يعد بريري (24 عاما) أصغر فرنسي سيحاكم في العراق بتهمة الانتماء إلى التنظيم.

وينحدر بريري من جنوب فرنسا، بحسب مركز تحليل الارهاب. وظهر في صورة لا تزال موجودة على الإنترنت وهو يحمل سلاحا أمام راية التنظيم.

وأبلغ عن وجوده في عدة محافظات سورية سيطر عليها التنظيم لكن مركز تحليل الإرهاب لم يشر إلى انتقاله إلى العراق والقتال فيه.

ويرى العراق أن لديه ولاية قضائية على كل من انضم إلى التنظيم، كون المتشددين سيطروا على مناطق في العراق وسوريا ومناطق على الحدود المشتركة بين البلدين آنذاك.

اضف تعليق