يلف غموض كبير حتى هذه اللحظة مصير المستشار السابق في الديوان الملكي سعود القحطاني والمتهم بقضية مقتل الصحافي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في إسطنبول، حيث لم يظهر القحطاني في جلسات المحاكمة، بحسب مصادر عدّة.

وقال أحد المسؤولين الذين تحدثّوا لوكالة فرانس برس شرط عدم الكشف عن هوياتهم "القحطاني ليس واحدا من المتهمين الـ11 الذين تجري محاكمتهم".

وأضاف "ماذا يعني غيابه؟ هل يريد السعوديون حمايته، أم ستتمّ معاقبته بشكل منفرد؟ لا أحد يعلم".

وفي نوفمبر الماضي، اتّهم المدعي العام 11 شخصا بعملية القتل، من دون أن يسميهم، مطالبا بالإعدام لخمسة منهم، وبسجن الآخرين.

وذكر المسؤولون الذين تحدّثت إليهم فرانس برس أن ماهر المطرب، المسؤول السابق في جهاز الاستخبارات والذي كان يرافق ولي العهد في رحلاته الخارجية، هو واحد من المتهمين الـ11.

وقد ورد اسم المطرب على لائحتي عقوبات أمريكيتين عرّفتا عنه بأنّه يعمل تحت إمرة القحطاني.

وبين المتهمين الذين تجري محاكمتهم أيضا خبير الأدلة الجنائية صلاح الطبيقي، والعضو في الحرس الملكي فهد البلوي.

وللمتهمين الحقّ بالاستعانة بالدفاع. ودافع عدد منهم عن أنفسهم بالقول إنّهم كانوا ينفّذون أوامر العسيري الذي وصفوه بأنّه "قائد" مجموعة عملية القتل، بحسب المسؤولين الغربيين.

وبحسب المسؤولين الغربين، فإن العسيري، الذي وصف مرارا في الإعلام الرسمي قبل قضية خاشقجي، بأنه "بطل حرب" على خلفية سجلّه العسكري، لا يواجه عقوبة الاعدام.

وورد اسم العسيري الذي يعتقد أنه كان على علاقة عمل وثيقة بالاستخبارات الأمريكية، واسم القحطاني، في لائحتي العقوبات اللتين أصدرتهما واشنطن بحق مشتبه بتورطهم في قضية الصحافي الذي كان يكتب مقالات رأي في صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية ينتقد فيها سياسات ولي العهد.

ووفقا لمكتب المدعي العام السعودي، فإن القحطاني المعروف بأسلوبه الهجومي على وسائل التواصل الاجتماعي، التقى بالمجموعة قبل سفرها إلى تركيا بهدف مشاركتها بمعلومات متّصلة بالمهمة.

رغم ذلك، يلف الغموض مصير القحطاني الذي لم يحضر جلسات المحكمة.

ويقول سعوديون إن المستشار السابق لا يزال يتمتع بالقدرة على التأثير بعيدا عن الأضواء، بينما يشير آخرون إلى أنه فضّل الابتعاد إلى حين اضمحلال ردود الفعل الغاضبة في العواصم الكبرى.

وفي وقت سابق من العام الحالي، كتب الصحافي في واشنطن بوست ديفيد إينياتيوس أن ولي العهد لا يزال يستشير القحطاني في مسائل معنية، مستندا إلى مصادر سعودية وأمريكية.

وأوضح الصحافي "القحطاني يتولّى العديد من الملفات"، مضيفا "فكرة الانقطاع عنه بشكل تام أمر غير واقعي".

من جهته أشار المغرد السعودي "​مجتهد​" الى أنه "وبعد ضغط الرئيس الاميركي ​دونالد ترامب​ ووزير خارجيته مايك بومبيو اضطر ولي العهد السعودي محمد ابن سلمان أن يضع المستشار السابق في ​الديوان الملكي السعودي​ ​سعود القحطاني​ قيد الإقامة الجبرية وقطع عنه ​الاتصالات​ ومنع زيارته من الأصدقاء والأقارب".

ولفت مجتهد الى أن "هناك حديث أن سعود سيكون كبش الفداء بدلا منه، وهو تطور غريب لأن كل التقديرات كانت تقول إن ابن سلمان لن يفرط فيه".

ويُسمح لدبلوماسيين يمثّلون الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي التابع للامم المتحدة (بريطانيا وفرنسا والصين وروسيا والولايات المتحدة)، بالإضافة الى تركيا، بحضور جلسات المحاكمة التي تعتمد فيها اللغة العربية فقط، وذلك بصفة مراقبين.

ولا يحق لهؤلاء إحضار مترجمين معهم، ويتمّ إبلاغهم بجلسات المحاكمة قبل وقت قصير من انعقادها، بحسب المصادر ذاتها.

اضف تعليق