اصدارت مؤسسة التقى الثقافية بالتعاون مع دار المحجة البيضاء، كتاب متضمن لمحاضرات ودروس في التفسير لسماحة السيد مرتضى الحسيني الشيرازي التي ألقيت في الحوزة العلمية المباركة في النجف الأشرف للسنة الدراسية ١٤٣٩-١٤٤٠ هـ تحت عنوان "اهدنا الصراط المستقيم" ويقع الكتاب في حدود ٢٠٠ صفحة من القطع الوزيري.

وتناول الكتاب، البحث حول الآية القرآنية الكريمة، ﴿اهدِنَا الصّـِرَاطَ المُستَقِيمَ﴾ في دوائر أربعة (الهداية) و(الصراط) و(الاستقامة) و(الحجج على الصراط المستقيم).

وذلك للتعرف على مراحل الكمال والإرشاد إلى أنواع التكامل لكل مؤمن مهتدٍ، والمخاطر التي يواجهها المؤمنون والمهتدون في الحياة والتي يحتاجون فيها إلى طلب الهداية من الله تعالى.

ولمعرفة الحجج التي يمكن الركون إليها في الوصول إلى الحقائق الميتافيزيقية وأهمها وجود الخالق جل اسمه ووحدانيته وعدله وبعثه للرسل إضافة إلى سائر مسائل أصول الدين.

والذي يعقد البحث هو إن طلب الهداية من المهتدي بالفعل، طلب للحاصل، فلماذا نطلب الهداية من الله تعالى ما دمنا مهتدين بالفعل وما هي وجوه ذلك؟ وإن الحجج في الشؤون العقائدية قد لا تكون عقلية قطعية دائماً، فهل هنالك أنواع أخرى من الحجج وهل هي كافية ومؤمِّنة؟!

وقد سلك المؤلف منهجاً تحليلياً ـ فلسفياً ـ لغوياً وتاريخيا، إضافة إلى كونه تربوياً ـ أخلاقياً، وهو يمزج بين المنهجين العقلي والنقلي في مباحثه كما يستخدم المنهج المنطقي القياسي للاستدلال على بعض مسائله أو للإرشاد إلى بعض مطالبه، كما اعتمد على الدلالات المتنوعة المنطقية ـ الأصولية، كالدلالة الالتزامية ودلالة الاقتضاء ودلالة التنبيه والإيماء أو الإشارة وشبه ذلك، وهو منهج علمي بالأساس مع تطعيمه بحوادث وقصص توجيهية تربوية.

والكتاب متضمن لفصولٍ وعدة أبحاث، أهمها:

ضرورة طلب الهداية من الله تعالى في مرحلة العِلّة المبقية، وللدرجات العليا، وفي القضايا المستحدثة والمواقف الصعبة.

وأيضاً: الهداية التكوينية والشهودية.

وتطرق إلى أنواع الحجج والأدلة ومنها: الأدلة العقلية والعقلائية والعلمية والتجريبية، وأنواع أخرى مثل رهان باسكال ونظرية پلانتينگا في الروبوت المتطور والذكاء الصناعي وفلسفة الذهن والأذهان الأخرى.

واعتمد سماحة المؤلف على المراجع الأساسية في تفسير القرآن الكريم وفي مصادر الحديث، إضافة إلى بعض المصادر الكلامية والعلمية ذات الصلة بمحور البحث، إضافة إلى أنه اعتمد ـ بشكل كبير ـ على منهج التدبر في القرآن الكريم والتفكر فيه واستنطاق آياته ودلالاته الخفية. انتهى/ ف

اضف تعليق