أعلنت جهات شعبية وسياسية، رفضها لتغيير النشيد الوطني العراقي، محذرة الرئاسات الثلاث والنواب من التعامل مع الموضوع بـ"استخفاف".

وذكر الاتحاد العام للأدباء والكتّاب في العراق في بيان له، تلقت وكالة النبأ للأخبار نسخة منه، "إننا في اتحاد أدباء العراق قد رشّحنا قصيدة الجواهري (سلام على هضبات العراق.. وشطيّه والجرف والمنحنى) إلى لجنة الثقافة والإعلام سابقاً، وقد عضدت اللجنة ترشيحنا آنذاك".

البيان اوضح ان ترشيح القصيدة كان للأسباب الآتية: ان القصيدة للجواهري الذي أطلق العرب عليه لقب (شاعر العرب الأكبر)، وهو اسم قدير كبير على امتداد العراق طولا وعرضا وتاريخا".

وشدد الاتحاد، على أن "الجواهري ليس شاعراً كبيرا فقط بل هو صاحب موقف كبير وهو معارض لصدام وقد افتتح مؤتمر المعارضة العراقية عام ١٩٩١ دعما لانتفاضة آذار المجيدة ضد صدام وتم حذف قصائده من مناهج المدارس منذ الثمانينات ورحل عام ١٩٩٧ ودفن في مقبرة الغرباء في حي السيدة زينب بدمشق".

أما الان وقد أثير موضوع أن يتم ترشيح أغنية (سلام عليك) كي تكون نشيدا وطنيا. معتبرا "إن هذا الأمر تعدٍّ واضح على تاريخ الأدب العراقي، وتاريخ الموسيقى أيضاً، فكلمات (سلام عليك) بسيطة لا تليق بقامة الأدب العراقي الذي أنجب المتنبي والجواهري والسياب ومئات الأسماء الرنانة، كما ان لحن قصيدة (سلام عليك) مقتبس من نشيد الجمهورية الأولى للمؤلف الموسيقي العراقي لويس زنبقة".

الاتحاد يرى، أن "النشيد الوطني يمثل رمزا محاطا بهالة من القدسية فكيف نرشح كلماتٍ لشاعر كي تكون نشيداً وطنياً للعراق الجديد وهو شاعر مجّد بكلماته النظام الديكتاتوري السابق!".

واختتم بيانه بالقول، "فإلى الجهات المعنية بالأمر، من رئاسات ووزارات ونوّاب، احذروا كلَّ الحذر، فالتعامل مع مفصل تخصصي خطير بأهمية النشيد الوطني، بهذه السهولة والاستخفاف أمر لن تحمد عقباه، ولن يمرَّ أبداً، إلا إذا أراد المسؤولون الجدد أن يعيدوا نفيَ الجواهري مرةً أخرى، ليدفن في الغربة دليلاً على بقاء النظام السابق حاكماً الآن".

من ناحيته ائتلاف دولة القانون بزعامة نوري المالكي أكد، وجود رفض برلماني كبير لتغيير النشيد الوطني الحالي، بأغنية للفنان العراقي كاظم الساهر.

وقال نائب عن الائتلاف لوكالة النبأ للاخبار، ان "هناك رفض برلماني لتغيير النشيد الوطني الحالي، بأغنية للفنان العراقي كاظم الساهر، فلا يمكن ان تكون جهة سياسية واحدة هي من تختار نشيد العراق، دون اشراك الكتل السياسية وجميع اطياف الشعب بهذا الاختيار".

وأضاف النائب، الذي رفض الكشف عن اسمه، لحساسية الموضوع، على حد قوله، ان "مقترح قانون تغيير النشيد الوطني، سيتم رفضه، كما سيتم تشكيل لجنة مختصة، من أجل اختيار نشيد وطني عراقي، وليس حصر هذا الشيء بشخص أو جهة معنية، وتهميش الاراء الاخرى".

الى ذلك، اعلن عدد من المدونين والناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي، رفضهم لاختيار أغنية لفنان تكون نشيد وطني بلد حضاري كالعراق، فيما هددوا بالخروج في تظاهرات في حال حاول البرلمان تمرير المشروع دون السماع لاراء أبناء الشعب"، بحسبهم.

فيما كتب الشاعر العراقي حسين القاصد على صفحته على "فيسبوك"، ان " الممثل سنان العزاوي هدد باغلاق الاتحاد العام للأدباء والكتّاب في العراق، اذ لم يتم تغيير النشيد الوطني بأغنية كاظم الساهر".

وطالب القاصد "بمقاضاة سنان العزاوي، بسبب تهديداته، وقال، "النشيد الوطني لا يتم اختياره او فرضه من خلال التهديد والشتائم"

وقدم القيادي في تحالف سائرون (المدعوم من قبل زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر)، صباح الساعدي، الخميس الماضي، اقتراح قانون النشيد الوطني الجديد، يتضمن اختيار اغنية الفنان كاظم الساهر (سلام على هضبات العراق.. وشطيّه والجرف والمنحنى).

يذكر ان النشيد الوطني الحالي هو أنشودة موطني للشاعر الفلسطيني إبراهيم طوقان وألحان اللبناني محمد فليفل، تم اعتماد الأنشودة من قبل رئيس سلطة الائتلاف المؤقتة بول بريمر بعد الغزو الأمريكي للعراق عام 2003 م.

تحرير: عامر الشيباني
[email protected]

اضف تعليق