أعربت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين عن القلق بشكل متزايد بشأن سلامة المدنيين المحاصرين في المناطق التي يسيطر عليها تنظيم داعش في منطقة هجين في محافظة دير الزور، شمال شرق سوريا.

واضافت في بيان لها، "كما أعربت المفوضية عن القلق إزاء حالة المدنيين الذين تمكنوا من الهرب من الصراع المسلح"، مشيرة إلى، "أنها والشركاء في المجال الإنساني يتسابقون لتلبية الاحتياجات العاجلة للمدنيين المستضعفين الذين وصلوا إلى مخيم الهول في الحسكة، والمتمثلة في المأوى الفوري ومواد الإغاثة".

المتحدث باسم المفوضية أندريه ماهيسيتش أشار خلال حديثه للصحفيين في جنيف إلى، أن "النازحين الفارين من العنف يتحدثون عن قتال عنيف وخسائر فادحة في صفوف المدنيين مع صعوبة الحصول على الإمدادات الغذائية والطبية"، مشيرا إلى، "تضرر البنية التحتية المدنية".

ونقل ماهيسيتش عن العائلات الهاربة من القتال قولها إن "تنظيم داعش يمنع المدنيين الآخرين من مغادرة المنطقة".

وجدد دعوة المفوضية إلى جميع أطراف النزاع، وأولئك الذين لديهم نفوذ عليها، إلى اتخاذ جميع الإجراءات الممكنة لضمان حماية المدنيين والبنى التحتية بما يتماشى مع القانون الإنساني الدولي وقانون حقوق الإنسان، قائلا إن المرور الآمن للمدنيين أمر بالغ الأهمية ويجب ضمانه.

وأشار ماهيسيتش إلى "المعاناة التي مرت بها العائلات التي فرت من هجين والمناطق المحيطة والرحلة المروعة التي سلكتها في سبيل الوصول إلى بر الأمان"، مشيرا إلى، أن "الناس يسافرون ليلا وبدون أي ممتلكات وغالبا ما يضطرون إلى المرور عبر حقول الألغام والقتال المفتوح، وعند الوصول إلى مواقع القوات السورية الديموقراطية يستقلون شاحنات مفتوحة ويضطرون إلى تحمل رحلة شاقة أخرى في طقس شتوي نحو الشمال إلى مخيم الهول".

وقالت المفوضية إن :الفارين الجوعى والمتأثرين من البرد، وغالبيتهم العظمى من النساء والأطفال، يتلقون مساعدات قليلة أو قد لا يجدونها على الطريق مما أسفر عن موت 29 طفلا صغيرا أو حديث ولادة في الطريق إلى الهول أو بعد وصولهم بوقت قصير، مشيرة إلى أن سوء التغذية وانخفاض حرارة الجسم كانا من الأسباب الرئيسية للوفاة".

وذكرت المفوضية، أن "الغالبية العظمى من المدنيين الفارين من سكان القرى في جنوب محافظة دير الزور، قد وجدوا أنفسهم محاصرين في القتال مع تراجع داعش جنوبا وهم قلقون بشأن احتجازهم في مخيم الهول ومصادرة وثائقهم، ويأمل معظمهم في الانضمام إلى أقاربهم وأصدقائهم في محافظة دير الزور والعودة إلى ديارهم بمجرد انتهاء القتال".

وقالت المفوضية إنها "تشعر بالقلق إزاء استمرار ممارسة مصادرة وثائق الهوية وقيود التنقل المفروضة على النازحين ومخيمات اللاجئين في محافظة الحسكة، داعية إلى السماح للنازحين الهاربين من هجين باختيار مكان إقامتهم فضلا عن السماح لهم بالعودة إلى منازلهم بمجرد انتهاء القتال".

ومع الارتفاع الكبير في أعداد القادمين إلى الهول خلال الأسابيع الماضية، تقول المفوضية إن مناطق الاستقبال أصبحت مزدحمة الآن. وقد شكلت المفوضية والشركاء فرق استجابة على مدار 24 ساعة لاستقبال النازحين الجدد، وتحديد أسرع الحالات ضعفا وتقديم المساعدة العاجلة، وخاصة للأطفال غير المصحوبين أو المنفصلين عن ذويهم والذين يحتاجون إلى مساعدة طبية فورية.

وكشف البيان "عن وضع عدد من التدابير الطارئة الأخرى في الهول، لا سيما في مناطق الاستقبال والفحص في المخيم، مشيرا إلى "إنشاء خيام كبيرة إضافية كمأوى سريع للوافدين الجدد.

واضاف، "كما افتتحت المفوضية ووكالات الأمم المتحدة الأخرى والشركاء في المجال الإنساني مساحات ملائمة للأطفال ومدارس ومطابخ مجتمعية لإيواء الوافدين الجدد بشكل مؤقت.

وجددت المفوضية دعوتها إلى وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق، قائلة إنه "من الضروري أن تتمكن فرقنا من تقديم المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة، خاصة خلال فترة الشتاء القاسية هذه".

وكانت منظمتا الصحة العالمية واليونيسف قد أعربتا أيضا عن بالغ القلق إزاء تدهور الوضع الإنساني في المخيم، وطالبتا جميع أطراف النزاع إلى ضمان الوصول الإنساني بدون إعاقات إلى المحتاجين للمساعدات المنقذة للحياة.

تحرير: عامر الشيباني

اضف تعليق