قال الخبير الأمني الفريق وفيق السامرائي, اليوم الاربعاء, ان السعودية أعلنت تحالف "سعودي سني ثلاثيني" من دون مقدمات واجتماعات علنية بعد تصاعد الاتهامات إلى السعودية وقطر برعاية الإرهاب متسائلا "فهل صمم التحالف على عجل لاحتواء هذه الاتهامات، وفي حالة رفض المجتمع الدولي التعاطي معه جديا تقام الحجة لإسقاط التهم؟".

وقال السامرائي في مقال نشره بصفحته على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك, "أعلنت السعودية عن تشكيل تحالف (إسلامي) من 35 دولة لمحاربة الإرهاب و(مسبابته), وقد جاء الإعلان بعد تصاعد الاتهامات إلى السعودية وقطر برعاية الإرهاب, فهل صمم التحالف على عجل لاحتواء هذه الاتهامات، وفي حالة رفض المجتمع الدولي التعاطي معه جديا تقام الحجة لإسقاط التهم؟ أم أنه تحالف جدي يستهدف داعش وغيره؟ أم أن الفكرة تستهدف الاستعداد لمرحلة حروب إقليمية تجر إليها إيران والعراق؟".

وذكّر السامرائي "نعود إلى تحليلنا قبل بضعة أشهر الذي توقعنا فيه تطور انتقال توجهات (فريق الحرب الثلاثي الخليجي) من اليمن إلى سوريا ولبنان ثم العراق، وصولا إلى إيران، إذا ما نجحت حرب اليمن. إلا أن حرب اليمن فشلت ولم تبرهن القوات الخليجية الثلاث ( السعودية والإماراتية والقطرية) قدرتها على القيام بمهمات كبيرة".

وتسائل "هل من بين غايات التحالف جر الدول المعنية إلى إرسال تشكيلات قتالية إلى اليمن"

يجيب السامرائي "دعوات بعض الأطراف العراقية للانضمام الفوري إلى التحالف، لم تأت بجديد عن تصورات الأطراف نفسها عن أن (عاصفة الحزم) ستنتقل إلى العراق. وهي دعوات ومطالب وآمال ستبقى أحلاما شخصية وفئوية لأسباب كثيرة، أهمها: أعتاد العراق خلال مراحل مهمة على الاضطلاع بدور قيادي، ومن المستبعد التسليم بقيادة سعودية، لذلك لم يدع إلى التحالف. وبما أنه يقود حربا حاسمة ضد إرهاب كان مصدره الأساسي خليجيا، فإنه قد يطالب بقيادة التحالف وأن يكون مقره في بغداد".

وأضاف السامرائي "ثم أن العراق دأب على تأكيد رفضه لأي شكل من قوات عربية وتركية.. على أراضيه، لإبعاد شبح التدخل في شؤونه الداخلية. وعملياته تمضي بنجاح" .

وأكد السامرائي "إن تحالفا كهذا يحتاج إلى ضوابط وأسس وتفاهمات، ومن أخطر وأهم ما يتفق عليه هو مفهوم (مسببات) الإرهاب. فبغداد مثلا، قد تقول إن المسببات الرئيسية هي منابع التحريض الديني في الجزيرة، بينما سيقول المعنيون كلاما يستهدف بغداد".

ولفت السامرائي "من المشكلات (المرجحة)، أن تحصل تركيا على دعم من بعض أطراف التحالف السني لوجودها في شمال العراق، فيتحول الوضع إلى هجمات غير نظامية وتصادم يؤدي إلى أضرار مدمرة شمال العراق وإقليم كردستان، حيث يتزايد رفض كرد سوريا والعراق وتركيا. والتصادم مع غير داعش وأخواته لن يكون نزهة.

الشرق الأوسط سيشهد سباق تسلح كبيرا، وقد يشهد حروبا، إن لم يجنح إلى التعايش السلمي بين الشعوب، والأفضل أن يتجه التحالف إلى أفريقيا، حيث الإرهاب يتسع، واجتثاث منابر التحريض والكراهية في الجزيرة، ليتلاءم مع متطلبات الحرب على الإرهاب."

 

اضف تعليق