بغداد/ سوزان الشمري

توجه اليوم الخميس اكثر من خمسة ملايين طالب وطالبة لاداء اول امتحاناتهم النصفية للعام الدراسي 2018-2019 فيما لا تزال وزارة التربية بدون وزير يدير شؤونها.

وزارة التربية ورغم افتقادها لوزير يرأسها أعلنت عبر المكتب الإعلامي لها استكمال تجهيزاتها كافة لإنجاح الامتحانات، وبما يلبي الطموح ويحقق الهدف منها"، داعية التلاميذ الى "بذل جهدهم للتميز ورفع اسم العراق عاليا".

فراغ كرسي وزارة التربية من شخصية تقود الوزارة لا يعده مراقبون وتربويون بالمشكلة المعرقلة لمسيرة العملية الامتحانية او التربوية بحد ذاتها بعد كشف وثيقة صادرة من الرقابة المالية للحكومة عن رسوب أكثر من مليون طالب خلال السنوات الثلاثة الماضية بوجود وزير للتربية. 

تتسبب السياسة التعليمية التي تنتهجها وزارة التربية، في زيادة معدلات الرسوب، بشكل كبير بين طلاب المرحلة الثانوية.

مليون راسب

اذ وبحسب وثائق رسمية أعلنتها وزارة التربية منذ بضع اسابيع فإن عدد الطلبة الراسبين في المرحلة الثانوية، بلغ أكثر من مليون وستمائة ألف، بين عامي 2013 و2017. وهو ما نتج عنه تكبيد موازنة البلاد العامة خسائر بلغت تريليون دينار و438 مليارا "أكثر من مليار دولار أميركي"، بحسب الوثيقة الصادرة عن جهاز ديوان الرقابة المالية خلال الأعوام المذكورة.

إخفاقات النظام التعليمي

وتستمر الوثيقة في عرض إخفاقات النظام التعليمي الذي تتبناه وزارة التربية، ما أدى إلى "انخفـاض نسـب النجـاح فـي الصـفوف المنتهیـة" إذ بلغـت ٦٩%، ٦٨%, ٦٢% خلال أعوام ٢٠١٣/ ٢٠١٤، ٢٠١٤/ ٢٠١٥، ٢٠١٥/ ٢٠١٦، كما كشـفت الإحصاءات عـن انخفـاض نسـب نجـاح البنـین مقارنـة بنسـب نجـاح البنـات للسـنوات ذاتهـا، وذلـك لأسـباب اقتصـادیة واجتماعیـة وتربویـة مختلفـة.

ازدواجية التعليم

وتشهد اغلب محافظات العراق اضافة لمركز العاصمة بغداد قلة في عدد الابنية المدرسية وازدواجية ثلاثية للدوام في اغلب المدارس الامر الذي عد احد اسباب تراجع المستوى العالمي والتربوي لطلبة العراق واثر سـلباً علـى العملیـة التدریسـیة، من خلال تقلیص ساعات الدوام الفعلي، في حين سجلت مدارس المحافظات المختلفة، زيادة كبيرة في أعداد الطلبة داخل الصف الواحد، بلغت 55 في بعض مدارس محافظة كربلاء، في حين تنص تعليمات الوزارة على أن يكون الحد الأعلى، لعدد الطلبة، في الصف الواحد، هو 35 طالبا.

وزارة التربية في حلبة الصراع

وزراة التربية دخلت حلبة الصراع السياسي فبالرغم من مرور اكثر من ثلاثة اشهر على تشكيل الحكومة الجدية برئاسة عادل عبد المهدي الا ان معقد وزير التربية لا يزال خاليا من اي شخصية متفق عليها سياسيا بعد تقديم مرشحتين للوزارة رفضت الاولى بعدم التصويت وهي صبا الطائي، فيما اعلنت المرشحة الثانية وهي شيماء الحيالي تقديم استقالتها بعد كشف وثائق وفيديوهات توكد انتماء اخاً لها ضمن تنظيم داش الإرهابي ليبقى كرسي الوزارة بلا وزير.

اذ كشف مصدر برلماني، امس الأربعاء، إن "الخلاف حول وزارة التربية يعود إلى أن تحالف الإصلاح والإعمار يرى أن هذه الوزارة من حصة تحالف القرار الذي يتزعمه أسامة النجيفي، وليس من حصة سنة تحالف البناء".

وأضاف: "أي هناك خلافين حول هذه الوزارة، الأول بين كتلتي الإصلاح والبناء، والثاني بين المحور الوطني الذي ينتمي إلى البناء وبين سنة كتلة الإصلاح".انتهى/س

اضف تعليق