كربلاء/ عدي الحاج

نظم مركز الإمام الشيرازي للدراسات والبحوث في كربلاء المقدسة، حلقة نقاشية بعنوان (مستقبل الدين في الغرب..رؤية إستشرافية)، أدارها الباحث في المركز الأستاذ باسم الزيدي، وإستضاف فيها الباحث في الفكر الإسلامي حكمت البخاتي، وحضرها عدد من رجال الدين والفضيلة وأكاديميين وباحثين ومهتمّين بالشأن الإسلامي وناشطين وصحفيين.

وقال الزيدي، في كلمته الإفتتاحية إن "حلقة هذا اليوم تمتاز بالكثير من الإشكاليات ومن علامات الإستفهام التي يضعها الفرد الأوربي والغربي حيال فكرة الدين والماورائيات، وهذا بطبيعة الحال يجعل النقاش قائماً في مدى مقبولية تلك الفكرة وإستمرارها الى أبعد من ذلك".

من جانبه قال البخاتي، في حديث لمراسل وكالة النبأ للأخبار، إن "أوروبا تشغل عالم اليوم بسياستها وبإقتصادها وبثقافتها، لذا فهي أصبحت مركز ومحور العالم الحديث وكل الأشياء في المعرفة خصوصا لابد أن تمر عبرها، وهذا مما يستدعي مناقشة أفكار وتصوّرات هذه القارة المعرفية والثقافية في مسألة بالغة الأهمية وهي مسألة الدين، سواء إتفقنا أم إختلفنا فإن الأثر الذي يتركه الفكر الغربي في حياتنا الثقافية والمعرفية هو أثر كبير جداً".

وأضاف أن "الدين يحتل درجة ثانوية في الفكر الغربي وفي أوروبا، إنما الأولوية المطلقة في الفكر الغربي هي فكرة الوجود، وهناك فرق بين موضوع الوجود وموضوع الدين على المستوى التخصّصي في النقاش وفي المعرفة، فالدين يأتي في الجدل الأوروبي متفرعاً عن فكرة الوجود، بينما في الحضارات الشرقية وهي الحضارات المتناغمة والمنسجمة مع الروح ومع الماورائيات تأتي كل الأشياء لديها بناءً على الدين، أما في أوروبا فإن الأشياء كلها تأتي بما فيها الدين بناءً على فكرة الوجود".

ويتابع البخاتي، أن "الأوروبيين وبسبب عدم وجود إهتمام بالروح لديهم وعدم وجود النبوة في تأريخهم وعدم أيمانهم بالوحي، جعلهم يعتمدون في فهم الوجود على العقل، ولذلك أصبح العقل هو المركز أو القطب الأساسي بالنسبة للفكر الأوروبي في فهم الوجود وفهم كل الأشياء، وهي حقيقة تأسست لهذا الإتّجاه الدائم". انتهى/ ع

اضف تعليق