ضمن ملتقاها الإسبوعي الذي تقيمه مؤسسة النبأ للثقافة والإعلام في كربلاء المقدسة، نوقشت الورقة البحثية الموسومة (الإعلام الجديد بين المسؤولية الإجتماعية والتضليل الدعائي) قدّمها مدير تحرير شبكة النبأ للمعلوماتية الكاتب الصحافي كمال عبيد، بحضور شخصيات أكاديمية ومدراء بحوث ودراسات وصحفيين وناشطين مدنيين ومهتمّين بالشأن الإعلامي العراقي.

وقال عبيد، لمراسل وكالة النبأ للأخبار، أنّ "الإعلام الجديد بات بمختلف وسائله لغة العصر، فأصبح الناس بمختلف فئاتهم يستخدمونه مع وجود الإعلام التقليدي وتميّزه بصناعة الخبر وتغطية الحدث كما في السابق، كذلك أصبح الإعلام الجديد الوسيلة الأسهل والأسرع والأصدق نوعاً ما لتلقّي المعلومات، لاسيما أنّ ثورة الإتّصالات والوسائل التقنية جعلت منه وسيلة تواكب العصر بمختلف تغيّراته".

وأضاف، أنّ "الأساس الفكري الذي إنطلقت منه نظرية المسؤولية الإجتماعية هو أنّ الحرّية حق وواجب ونظام ومسؤولية في وقت واحد، أي أنّ الحرّية حق وراءه واجب لابدّ وأن يشعر به المستمتع بهذه الحرّية، أي أنّها لا تُثير غرائز القرّاء بقدر ما تُثير عقولهم وتشجّع هذه العقول بأنّ الصحافة تسد حاجة القارئ السريعة ولا تهمل الحقيقة، كما أضافت نظرية المسؤولية الاجتماعية الى الإعلام مبدأين جديدين هما الإلتزام الذاتي من جانب الصحافي بالمواثيق الأخلاقية التي تُحقّق التوازن بين حرّية الإعلام ومصلحة المجتمع، والإلتزام الإجتماعي في تقديم الأحداث الجارية وتفسيرها في إطار له معنى".

وتابع عبيد، أنّ "مهارة التفكير الناقد تكون أكثر أهمية وأشد إلحاحاً عند التعامل مع وسائل الإعلام الجديد والإنترنت بصورة عامة كون الأمر يزداد تعقيداً مع غموض وعدم وضوح الشخصيات الحقيقية التي تتفاعل في إطار الإعلام الجديد أحياناً، كما أنّ الحرّية التي لا تحدّها حدود الزمان والمكان والرقابة تُتيح نشر أخبار غير صحيحة وشائعات مُغرضة وأفكار خاطئة، كما يُمكن أن تقود الى إرتباطات مُدمّرة بشبكات الجريمة المنظّمة والإرهاب والمخدّرات وغسيل الأموال وغيرها من المخاطر المحتملة".

وختم مشيراً الى أنّ "الإعلام الجديد يُمثّل في الوقت نفسه فرصة للمجتمعات والثقافات أن تُقدّم نفسها للعالم، فالإعلام الجديد وبشكّل خاص الإنترنت فتح المجال أمام الجميع بدون إستثناء وبدون قيود لوضع ما يُريدون على الشبكة العنكبوتية ليكون مُتاحاً للعالم رؤيته، وهذا يتطلّب إستعداداً حقيقياً للإستثمار في هذه الوسيلة، والأهم من ذلك إستثمارها بشكل إيجابي ناجح ومُؤثّر وفعّال".

تحرير: عدي الحاج

اضف تعليق