مع استمرار الاحتجاجات الشعبية على خلفية ازمة الخبز والوقود في السودان، اعلن الرئيس عمر البشير، امس الاثنين، في خطاب ألقاه في الذكرى 63 لاستقلال البلاد، تشكيل لجنة تقصي الحقائق، فيما وعد بإصلاحات حقيقية لضمان حياة كريمة لهم.

يأتي ذلك وسط استمرار الحراك الشعبي والاحتجاجات في الخرطوم ومدن أخرى عقب قرار الحكومة رفع أسعار الخبز والوقود.

وأكد البشير، التزامه بتنظيم انتخابات رئاسية "حرة ونزيهة" في 2020.

ومع استمرارية تأزم الوضع، أغلق عدد من المصارف الكبرى وسط العاصمة السودانية الخرطوم، قبل انتهاء دوامها الرسمي بسبب الاحتجاجات.

وذكرت وسائل اعلام عالمية، أن عدد من المصارف أغلقت أبوابها أمام العملاء، بسبب التظاهرات التي تطالب بتنحي الرئيس السوداني عمر البشير.

جهاز الأمن والمخابرات الوطني في السودان، أطلق سراح معظم الموقوفين أثناء المظاهرات الأخيرة، بعد اكتمال الإجراءات الأمنية اللازمة حيالهم.

ووفقا لوكالة السودان للأنباء، ان مدير إدارة الإعلام بالجهاز قال، أن "الذين تم إطلاق سراحهم أقروا خلال التحقيقات أن الهالة الإعلامية بالخارج كانت أكبر من الحجم الحقيقي للمظاهرات، وأن بعض الأحزاب السياسية استغلت مهنيين وطلابا لتحقيق أجندتها الخاصة.

ويشهد السودان صعوبات اقتصادية متزايدة مع بلوغ نسبة التضخم نحو 70% وتراجع سعر الجنيه السوداني مقابل الدولار الأمريكي وسائر العملات الأجنبية.

ويبلغ سعر الدولار رسميا 47.5 جنيه، لكنه يبلغ في السوق الموازية 60 جنيها سودانيا، كما يعاني 46% من سكان السودان من الفقر، وفقا لتقرير أصدرته الأمم المتحدة سنة 2016.

وفي اليوم السادس من الاحتجاجات، وعد الرئيس السوداني عمر البشير المواطنين، بإصلاحات حقيقية "لضمان حياة كريمة" لهم.

وأضاف خلال الخطاب الجماهيري سبق اليوم ، أن "ما يحدث من ضائقة هو ابتلاء سنصبر عليه حتى ينجلي لأن الحكم والقوة والأرزاق بيد الله وهو أمر تأمرنا به عقيدتنا"، بحسب صحيفة "الانتباهة".

وزاد، "الأزمة الاقتصادية الله بحلها (سيحلها). الناس في عهد الصحابة أكلت صفق الأشجار"، وفقا لصحيفة "التيار" الورقية.

وقال البشير إن السودان يتعرض، ودولا عربية، لمحاولات الابتزاز الاقتصادي والسياسي من الدول الكبرى.

وأوضح في خطاب ألقاه في حفل لتخريج قادة عسكريين في الخرطوم، يوم الخميس الماضي، أن تلك الدول تسعى "لفرض التبعية على الشعوب والذات الوطنية وتركيع الأنظمة ودفعها تجاه تحقيق مصالحها في السيطرة على موارد الشعوب"، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء الرسمية.

وسخر البشير ممن يطلقون شائعات حول هروبه والقبض عليه، مؤكدا أنه باق في مكانه ولن يرحل إلا بأمر الشعب.

وقال الناطق الرسمي باسم الحكومة السودانية بشارة جمعة أرور أن "الأمور ماضية في الانفراج"، موضحا أن أزمة الخبز والنقود والوقود ستنجلي بعد 15 يناير القادم عبر إجراءات وتدابير تقود لاستقرار اقتصادي في البلاد.

تحرير: عامر الشيباني

اضف تعليق