افادت تقارير امنية حول امكانية ان يتحول تنظيم داعش الارهابي الى تنظيم يتسم بالسرية وفق استراتيجية جديدة حسب المتغيرات، بعد انحسار حركته وفقدانه لمساحات واسعة، كان مسيطرا عليها في العراق وسوريا.

اذ كشف تقرير أعده المفتش الخاص بحملة التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد داعش في العراق وسوريا، بأن التنظيم يمكن أن يتحول من بنيته المعروفة بشكلها التنظيمي، إلى منظمة سرية.

عوامل عدة استند التقرير إليها في تحليلاته، من أبرزها الثغرات الأمنية، ومقاتلي التنظيم الأجانب، الذين اندس معظمهم في تجمعات سكنية محلية، مع بقاء ولائهم لزعيم التنظيم ابو بكر البغدادي.

وبعد الهزائم المتلاحقة التي مني بها تنظيم داعش في سوريا والعراق، يبدو أن التنظيم بات يعتمد على استراتيجية جديدة، تضمن له البقاء، عبر تحوله إلى منظمة سرية.

ووفق التقرير، أن التنظيم رغم فقدانه كامل الأراضي التي كان يحتلها في العراق، ونحو 99 بالمئة، من الاراضي في سوريا، إلا أن التنظيم يمكن أن يتحول إلى منظمة سرية، وخاصة أن مقاتليه مازالوا يدينون بالولاء لزعيمه ابو بكر البغدادي.

واشار التقرير إلى، أن التنظيم رغم تضرر بنيته البيروقراطية، إلا أن مكاتبه المتعلقة بالأمن والتمويل والهجرة بقيت عاملة دون أن تتضرر، فضلاً عن بقاء ماكينته الإعلامية نشطة خصوصا في شرقي سوريا.

التقرير لفت كذلك، إلى أن التنظيم مازال قادراً على الحصول على عوائد مالية من عمليات تهريب محدودة للنفط، مع الابتزاز وفرض ضرائب، وتنفيذ عمليات اختطاف وأنشطة إجرامية أخرى وتهريب المخدرات.

وادرج التقرير بعض المؤشرات التي من الممكن ان يستغلها التتنظيم الارهابي، منها غياب الأمن في المناطق الريفية والمناطق الواقعة تحت سيطرة النظام السوري، والتي يمكن أن تشكل ملاذاً آمناً لمسلحي داعش، عبر الثغرات الأمنية التي يمكن لمقاتليه اختراقها بسهولة.

وتابع لتقرير مركزا على أبرز المعطيات التي استند إليها في تحول داعش إلى منظمة سرية، هي ا"لمقاتلين الأجانب"، الذين ذاب معظمهم ضمن التجمعات السكنية المحلية، في حين بقي الآخرون مختبئين في بلدان مجاورة وأكثرهم غادروا الى أفغانستان.

البنتاغون اثارته المعطيات السابقة، خاصة أن لجنة المتابعة في تقريرها المرفوع الى مجلس الامن، أكدت بأن نسبة تدفق المقاتلين الأجانب في داعش، الخارجين من العراق وسوريا، ما تزال أقل مما توقعه المراقبون.

وقال مسؤولون أمريكيون، إن عدد المقاتلين الاجانب القادمين للعراق وسوريا انخفض بشكل كبير، والعدد الباقي في ساحات القتال ليس بالعدد الضخم ويتمركزون وسط حوض نهر الفرات.

وختم التقرير بخلاصة، أن معظم التخمينات، تشير الى أن تنظيم داعش سيبقى متواجداً في العراق وسوريا، متحولا لنسخة سرية مقلصة عن داعش، وسيبقي له وجود أيضا في دول مجاورة، من ضمنها أفغانستان وليبيا والصومال واليمن.

تحرير: عامر الشيباني

اضف تعليق